+A
A-

طوابير خبز ووقود في السودان.. والمعارضة تستنهض الشارع

لجأت وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات السوداني إلى استخدام المركبات العسكرية لنقل المواطنين بعد أن تفاقمت الأزمات الاقتصادية في العاصمة السودانية الخرطوم ومعظم ولايات السودان، شاملة الوقود، الخبز، السيولة والمواصلات.

وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية السوداني أحمد بلال عثمان ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول صلاح عبدالله قوش الثلاثاء على نقل المواطنين بمركبات وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات الوطني.

إلى ذلك، أوضح في تصريح للمكتب الصحفي للشرطة عقب الاجتماع التنسيقي لبحث أزمة الوقود أن القرار أتى مراعاة لظروف أزمة الوقود، التي ستحل خلال الأيام القادمة.

وراحت عشرات المركبات تصطف يومياً منذ الصباح، خلال الفترة الماضية، أمام محطات خدمة الوقود في انتظار الحصول على حصة محددة لقضاء الالتزامات اليومية.

ويعاني السودان من أزمات في الخبز والوقود، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 56 جنيهاً مقابل الدولار الواحد.

وبات الوقوف في صفوف للحصول على الخبز والوقود والمال أمام الصرافات الآلية، مشهدا يوميا مألوفا في السودان.

المعارضة تستنهض الشارع

أمام هذا الواقع، أعلنت أحزاب سودانية معارضة للحكومة عزمها إطلاق تظاهرات في الخرطوم وولايات السودان ضمن ما أسمته بـ "إعلان خلاص الوطن".

وشملت خطة المعارضة السودانية التي حصلت "العربية.نت" على ملامحها العامة في حشد 100 من كوادر كل حزب سياسي لإطلاق شرارة التظاهرات.

كما ذكرت الأمينة العامة لحزب الأمة القومي المعارض، سارة نقدالله أن "خلاص الوطن عهد قطعناه على أنفسنا في السابع عشر من يناير هذا العام بدار الأمة، ونعمل عليه بجدية ومسؤولية، ومن هذا المنطلق نرحب بخارطة الخلاص التي أطلقها الأستاذ إبراهيم الشيخ -الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني- وندعمها، ونناشد كل القوى الحية وكل مكونات شعبنا للحراك المشترك رفضا للاستبداد واستهداف معاش الناس".

إلى ذلك، أعلنت الحركة الشعبية (قطاع الشمال) بزعامة مالك عقار تأييدها لدعوات الخروج إلى الشارع لمقاومة السياسات الاقتصادية الحكومية
وقال الناطق الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال مبارك أردول في بيان تلقت "العربية.نت" نسخة منه: "ترتفع أصوات من قيادات العمل السياسي تدعو للخروج للشارع وتفعيل ميثاق الخلاص، هذه دعوة صائبة ولا يوجد أفضل من هذا التوقيت للمقاومة، وندعو كافة فئات شعبنا وتنظيماتنا الحية لمساندة هذه الدعوة بكافة الأشكال المناسبة والمجربة في تصعيد العمل الجماهيري والخروج للشارع.

يذكر أن رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق ابراهيم الشيخ كان قدم مقترحا لأحزاب المعارضة بأن يحشد كل حزب سياسي مائة عضو للتظاهر.

وبانتظار ما إذا كان الشارع السوداني سيتفاعل مع دعوات التظاهر تلك، يبقى الأكيد أن ضبابية وشح التصريحات الحكومية حول أسباب الأزمات المتلاحقة في البلاد، بالتوازي مع تفاقم أزمات الوقود والخبز والسيولة، أوصلت الأوضاع إلى ماهي عليه اليوم.

وعاب كثير من المحللين على الحكومة تقصيرها في شرح الأسباب الحقيقية التي تجعل تلك الأزمات تتكرر كل عام على الرغم من تغريدات رئيس الوزراء السوداني، معتز موسى المعين، حديثاً، والتي طمأن فيها المواطنين بزوال هذه الضائقة المعيشية تدريجياً.

إلا أن واقع الحال يشير إلى وصولها حدها الأقصى، ما جعل مشهد شوارع الخرطوم أشبه بالقاطرات البشرية، المتوقفة تارة أمام محطات الوقود والمخابز، وطوراً أمام المصارف وماكينات الصرف الآلي.