“رعاية المواطن صحيا وتعليميا وإسكانيا واجتماعيا وخدميا وتوفير أرقى المستويات المعيشية له تأتي في صدارة أولويات عمل الحكومة، والاهتمام بالتنمية الصناعية وأهميتها اقتصاديا، مع التطلع إلى اتساع دائرة الاستثمار بالصناعات الوطنية بظل ما تحظى به من دعم وتشجيع حكومي وتسهيلات أمام الاستثمار فيها”.

“توفير أرقى المستويات المعيشية يأتي في صدارة أولويات عمل الحكومة”، تعمدت تكرار العبارة لسمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله خلال لقاء له بالأسبوع الماضي لأنها تختزل برنامج الحكومة وتحدد أولوياتها وبذات الوقت تكرس نهج سموه القائم على رعاية المواطن، فمن يتابع توجيهات وتأكيدات سموه طوال المراحل السابقة واللاحقة لن تفوته هذه المسألة الرئيسية بكل مناسبة، وإذا كان هذا هو توجه سموه فلابد أن ينتهج الوزراء والمسؤولون بكل مرافق ومجالات الدولة هذا النهج وأن يسيروا عليه لأنه النبراس الذي يشكل محور اهتمام الحكومة.

مواطن سعيد يعني وطنا سعيدا معافى، ومواطن تعيس يعني وطنا هزيلا وبالتالي وفي ظل المناسبات الوطنية ومع الأهازيج والأغاني وهي لا شك تعبير عن أفراح الوطن، ولكن بالوقت ذاته لا يجب أن تغنينا عن التأمل والتثبت والتركيز على الأولويات، فهناك من سيستغل هذه المظاهر من ذوي البطانة المستفيدة ويروج طوال المرحلة بأن كل شيء تمام والمواطن سعيد ولا ينقصه شيء، وللأسف هناك من دأب ومازال على ترديد هذه الاسطوانة من ذوي النفاق الذين يظنون أن إزعاج القيادة يتمثل بالصراحة معها ومكاشفتها والحديث معها بما يهم الوطن والمواطن، للأسف هناك من يعتقد أن القيادة لا تريد سماع الحقيقة وأن مكاشفتها وإطلاعها على شؤون الوطن والمواطن أمر مزعج، بل تعتقد هذه البطانة أنه كلما روجت للدعاية والإعلان بأن كل شيء تمام التمام، وأنه لا توجد هنا وهناك مسائل بحاجة لمكاشفة، فإن ذلك يسعد القيادة، قد يكون هناك بعض المسؤولين يطربون للمديح الدائم والنفاق المستتر، لكن ما تعلمناه وما اكتسبناه من سمو رئيس الوزراء رعاه الله هو هذه العبارة الجسورة “تكلموا أريد أن أسمعكم”، هذه العبارة هي نبراسنا وهي أساس المجتمعات الناجحة القائمة على المصارحة والعمل والتعاضد من أجل مواطن سعيد ليكون الوطن سعيدا.

تنويرة:

الشمس لا تختفي أبدا لكن الغيوم توحي بذلك.