في الأعياد الوطنية ملامح تغمرها الشؤون والشجون في التعبير عما يعنيه الوطن.. وفي ظني أن قاموس مفردات الوطن لا يمكن أن يحتوي مفردة أصدق ولا أعمق ولا أكمل من أن الوطن هو “الروح”!

ها هي البحرين تزهو بالعيد الوطني المجيد وذكرى جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، ومع كل تلك المباهج الجميلة التي يعشقها كل بحريني منذ الاستقلال في العام 1971 حتى انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد في العام 1999، تبقى كل قضايانا وهمومنا وتطلعاتنا وآمالنا كمواطنين حية متوقدة، فالبحرين.. هذا الوطن العظيم، قلوب تنبض وكفوف تتحد وعيون تنظر إلى المستقبل.. تنظر إلى الريادة والنهضة.. وأن يعيش الناس في هذه البلاد الطيبة، من مواطنين ومقيمين، في هناء واستقرار وأمن وسلام.

هنا، في ذكرى سعيدة غالية، قد نستذكر الكثير من المشاهد التي عشناها منذ صغرنا وما زلنا نعيشها، ولا شك في أن الكثيرين منا يحملون في مخيلتهم وذاكرتهم أجواء العيد الوطني أيام الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى الجامعية، بل ولديهم من الصور الجميلة وهم في مواقع عملهم، وأصدق تلك الصور، هي الكلمات والخطابات واللقاءات التي نحضرها أو نتابعها في المهرجانات والاحتفالات، ونستمع فيها إلى الخطاب السامي للقيادة، ثم نكبر ونبقى في انتظار لأيام أعيادنا الوطنية، وبين مرحلة وأخرى، قد تمر بلادنا بظروف ومستجدات وأحداث تتعدد في آثارها وتبعاتها، إلا أن الأسرة البحرينية، مهما كان الخلاف والاختلاف، مهما بلغت حدة ظرف هنا أو مرحلة هناك، إلا أنهم يدركون بإيمان تام، ألا غنى عن بعضنا البعض... بكل طوائفنا وانتماءاتنا الدينية وأفكارنا؛ لأن الطائفة الأولى والانتماء الأول والفكرة الأولى هي البحرين، البحرين ولا سواها، فلا حاجة للانتماء والوطنية المزيفة ولا مكان للنفاق وتجار الوطنية، ولا مكان لأي فكرة دخيلة تنوي ببلادنا شرًا.. نختلف.. نبتعد.. ثم نتفق ونقترب قيادةً وشعبًا، والأهم من ذلك كله، أن يكون اقترابنا مبني على تناغم وتوافق وطني في تجاوز الأزمات والمحن فلا غنى لنا عن وطننا وقيادتنا وأهلنا.. أسرة “بحرينية أصيلة بثوابتها وتعددها وتنوعها”.. وستبقى كذلك.. كل عام وهذا الوطن الكريم العريق بخير.