+A
A-

دار الشعر بمراكش تفتح ديوان "سحر القوافي"

تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال، نظمت دار الشعر بمراكش، الجمعة الماضية 14 دجنبر، احتفالية شعرية كبرى موسومة ب"بسحر القوافي"، تزامنا مع احتفالات العالم باللغة العربية. وشهدت تقديم قراءات شعرية للشعراء: نوفل السعيدي، فاتحة صلاح الدين، محمد عريج، رموز الجيل الجديد من القصيدة العمودية في المغرب. فيما وقع كل من الشعراء نوفل السعيدي، مبارك الراجي، يوسف الأزرق، جديد إصداراتهم الشعرية.
وخصصت دار الشعر بمراكش، فقرة "سحر القوافي" للاحتفاء ببلاغات القصيدة العمودية في المغرب، ضمن استراتجية الدار في المزيد من الانفتاح على مدن وجهات المملكة بالجنوب المغربي، وحساسيات وتجارب القصيدة المغربية بتعدد مكوناتها. رموز الجيل الجديد من القصيدة العمودية في المغرب، نوفل السعيدي ومحمد عريج وفاتحة صلاح الدين، استطاعوا أن يشكلوا أفقهم الشعري الخاص، جيل فتج بلاغة القصيدة أمام آفاق وجودية، وهو ما فتح لها إمكانات أسلوبية جديدة.
وأحيت الفرقة الموسيقية "شباب الفن الأصيل" بالصويرة، برئاسة الفنان هشام دينار، الفقرة الفنية، من خلال إبحار موسيقي من ديدن فن السماع، وموشحات أندلسية ومواويل تمتح من أمهات النصوص الشعرية.

السعيدي وعريج وفاتحة يكتبون ديوان "سحر القوافي":
أكد الشاعر عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، أن إحياء "أمسية "سحر القوافي"، تنعقد في تزامن بليغ مع احتفاء العالم بلغة الضاد.. وتشاء الصدف الجميلة، أن يلتقي شعراء يسكنهم ولع القصيد الى حد الهوس..". واحتضنت قاعة "الفنان بوجمعة لخضر" بمتحف سيدي محمد بن عبدالله، فعاليات اللقاء الشعري. القاعة التي سميت بأحد المهووسين الاثنوغرافيين المغاربة بالفنون الشعبية، وقد شاءت الصدفة أن يتم اختيار هذا الفنان التشكيلي الراحل ضيفا على معرض "سحرة الأرض" بباريس 1989. وأشادت الاستاذة زهور أمهاوش، المديرة الاقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بالصويرة، بمبادرة دار الشعر بمراكش، في اختيارها لمدينة الفنون والثقافة بامتياز، الصويرة كفضاء لانعقاد فقرة "سحر القوافي"، في ترجمة بليغة للاحتفاء برموز الحركة الشعرية بالمدينة، الى جانب مشاركة شعراء مرموقين. كما أكدت أن دار الشعر بمراكش قد شكلت إضافة نوعية في مشهدنا الثقافي المغربي من خلال سلسلة برامجها الشعرية".
الشاعر محمد عريج، (من مواليد 1984 بمدينة الدار البيضاء)، افتتح ديوان "سحر القوافي" من خلال قراءاته الشعرية. صاحب ديوان "كنت معي"، أستاذ لمادة الرياضيات والذي سبق له أن شارك في مسابقة أمير الشعراء في موسمها الثالث ووصل إلى مرحلة متقدمة في الإقصائيات وتوج بالمركز الأول لجائزة البردة/ د8-2010، وأحد الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الخامسة عشرة في صنف الشعر الفصيح، أهدى لجمهور الصويرة بعضا من قصائده، في معنى الوفاء..
(أقولُ أمي ، وأدري الله صوّرها
                                  شمساً من الطينِ لا يرقى لها أفقُ
 أقولُ أمّي وأعني كلَّ معجِزَةٍ
                                   تضيءُ من لم يعدْ في شَكِّهِ يثِقُ
أقولُ أمّي إلى أنْ يستريحَ فمي
                                    أقولُ أمّي إلى أنْ تقصرَ الطرقُ
وأغلقُ القوسَ
شُلَّ الشِّعْرُ أجمعهُ
إنْ كانَ قوسٌ على أمّي سينغلقُ .."
الشاعرة فاتحة صلاح الدين، والحاصلة على الإجازة في الأدب العربي من جامعة ابن زهر بأكادير، والتي سبق لها أن شاركت في الدورة الخامسة لأمير الشعراء، صاحبة ديوان "لستُ وحدي .. لستُ معك"، أصبغت بحضورها الخاص، ملمسا بصيغة المؤنث على نصوصها في اختيار "يعارض" تلك الصورة النمطية على موضوعة الحب.. من قصيدتها "بَعْضُ النَّدَى"
"أتى فنادى على بعض الندى بعضُ
هل ينتشي مطرا لو تزهر الأرضُ

سرُّ الخطى حلُمٌ قد ألتقيك به
فأسرع الخطوَ نحوي إنّه فرضُ

أرى المسافةَ في عينيك قافيةً
يطيعني في مداكَ الطّولُ و العَرضُ

ليت المجازَ ارتوى من دمعِ ملهمه
فالهجرُ نارٌ و أشواقي له روضُ

كيف اكتمالُك و الأحلامُ مبهمةٌ
و السحرُ فيك متى أوحى به فيض!"
وقرأ الشاعر نوفل السعيدي، (من مواليد 1983 بالصويرة) صاحب ديوان "لا أريد أن أكبر"، والحاصل على جائزة الشارقة للشعر سنة 2013، وأحد الشعراء المغاربة الذين وصلوا لنهائيات مسابقة أمير الشعراء، قصيدة أولى "تنسج المكان/الصويرة" لينقل الحضور بين مواضيع الحب والحنين مع حرص بليغ للوفاء لجمالية الإلقاء الشعري..
"لو ابتعدتِ قليلاً, زِدۡتِهِ رهَقا
يا أطيبَ الناس فيكِ القلبُ قد  خفقا
إنّ التهوّرَ من ميزات عاطفتي
والحُمۡقَ والحُبّ والترحال والنزَقا
لا تعذُليني بحقّ اﷲ فاتنتي
فالدمعُ والشِعرُ في هجرانكِ اتّفقا"

دواوين شعرية جديدة:
اختار "نخيل مراكش" أن يمد يده لنوارس الصويرة، في ليلة "سحر القوافي"، ضمن استراتيجية دار الشعر بمراكش أن نذهب بالشعر وبلقاءاته الى باقي جهات ومدن المغرب. وحضر في حفل التوقيع لإصدارات شعرية جديدة، كل من الشاعر يوسف الأزرق والذي قرأ نصا من ديوانه "محو الأمنية"، والشاعر  الكبير مبارك الراجي الذي اختار نصا قصيرا من ديوانه الجديد "شذرات نائية" الى جانب ديوان "لا أريد أن أكبر" للشاعر نوفل السعيدي. بعض من رموز الحركة الشعرية بالصويرة، والذين حضروا للقاء ماتع بالشعر وبألقه.
مدينة الصويرة، هذه المدينة الفنية الأشبه بمعرض مفتوح، والمسجلة ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، محطة من محطات سفر شعري، ضمن فقرات مسار غني من البرنامج الشعري الجديد للموسم الحالي 2018/2019. وتجدر الإشارة أن دار الشعر  بمراكش، هي مؤسسة ثقافية أحدثت سنة 2017 بموجب مذكرة تفاهم موقعة بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.