العدد 3721
السبت 22 ديسمبر 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مؤامرة الربيع العربي... الاستهداف القطري لمصر
السبت 22 ديسمبر 2018

عندما بدأ جورج بوش الابن مؤامرة الربيع العربي وتصدير “الديمقراطية”، كان هدفه أن يكون العراق خارج نطاق الوحدة العربية ومرتعا للحزبية والطائفية والعرقية، بتعطيله عن القيام بدوره الحضاري العربي والإنساني، وكان كل ذلك تحت حجة الديمقراطية التي أدت إلى مستنقع المحاصصة والتحزب والطائفية. وجاء بعده أوباما ليستكمل مؤامرة الربيع العربي وتقسيم الأمة العربية الإسلامية والتعمق في تعطيل مسيرة الإنسان العربي المسلم في المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية، وكان هدف أوباما إيجاد وكيلين بمنطقة الشرق العربي وهما الوكيل الكسروي والوكيل الطوراني.

فالوكيل الكسروي سيكون مسؤولا عن العراق والخليج واليمن ولبنان، بينما الوكيل الطوراني سيكون مسؤولا عن سوريا ومصر وليبيا، والوكالتان ستتخفيان بشعار الأخوة الإسلامية والديمقراطية، وتسويق أنه لا يوجد قائدان إسلاميان يقودان العالم العربي إلا كسرى طهران والسلطان الطوراني. لكن المشكلة كانت في إيجاد نظام عربي يتولى هذه المهمة، ليضفي شرعية عربية على عملية إسقاط الأنظمة العربية، وكانت الدوحة تحمل المؤهل الأول لهذه العملية، كون شعار السياسة الجديدة للشيخ حمد بن خليفة هو “قطر أولا وأخيرا”، ومن بنود تطبيق هذا الشعار إسقاط الأنظمة العربية التي وقفت وعارضت انتزاع دفة الحكم القطرية من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة الحاكم السابق، واستلام الشيخ حمد مقاليد الحكم أي السعودية ومصر والإمارات. لهذا، ولأن قطر لا يهمها إلا مصالحها أولا وأخيرا، فإن استهداف الإمارات والبحرين والسعودية ومصر بدأ منذ عام 95 حتى كتابة هذه السطور.

وجاء اهتمام قطر بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك لسببين، الأول إيجاد مركز للعلقميين الجدد “الإخوان المسلمين” للسيطرة على دفة الحكم بمصر، وهو ما يعتبر دفعة قوية لبقية الخونة العلقميين في بقية البلدان العربية، للسيطرة على أنظمة الحكم بواسطة الغوغاء والسذج ممن انخدع بشعارات العلقميين الجدد في هذه البلدان، والسبب الثاني هو إرسال رسالة للسعودية والإمارات والبحرين، بأن قطر استطاعت إسقاط نظام أكبر دولة عربية والدور قادم على هذه الدول لإسقاطها انتقاما من كل من عارض السياسة القطرية الجديدة، وكل ذلك يتم تحت شعارات دعم الشعوب العربية في تحقيق تطلعاتها ومطالبتها بالديمقراطية والحرية، من قبل دولة خليجية لا تسمح مطلقا بالمساس بالنظام الوراثي فيها، ولا بوجود أحزاب سياسية تمارس العمل السياسي، ولا جمعية صحافية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ولا نعرف بالضبط، هل هو ذكاء سياسي أم غباء واستغباء من قبل الغوغاء والسذج، الذين كانوا يجرون مركبة مؤامرة الربيع الأوبامي الكسروي الطوراني. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية