العدد 3721
السبت 22 ديسمبر 2018
banner
استراتيجية لإحلال البحرينيين
السبت 22 ديسمبر 2018

أعتقد أنّ ما صرح به وزير العمل والتنمية الاجتماعية بحصر الوظائف النوعية والمرغوبة التي يشغلها الأجانب من أجل تمكين المواطنين وإن كان متأخرا بعض الشيء إلا أنّه يجسد حلما طالما كان يهجس به المواطن البحريني. وزارة العمل بدأت فعليّا رفع نسبة البحرينيين شاغلي وظائف الإدارة العليا في القطاع الخاص، حيث أصبح العدد يفوق 1800 مدير بحريني، وهذا بلا شك يدعو إلى التفاؤل وأنّ الوزارة بدأت تخطو في الاتجاه السليم.

يهمنا هنا التأكيد على أنّ الإنسان البحريني وعلى العكس مما يشيعه أصحاب المؤسسات الخاصة بأنه يرفض ممارسة بعض الأعمال في القطاع الخاص، فالذي اتضح أنه مجرد ادعاء لا ينهض على أساس عمليّ، فالأرقام المعلنة من قبل الوزارة تدحض جميع ما يروج له هؤلاء، وعلى سبيل المثال فإنّ العاملين في قطاع السياحة وحدها بلغ 4800 بحرينيّ، والعامل البحرينيّ استطاع أن يحقق مستويات عليا في الإنتاجية ناهيك عما تتصف به شخصيته من تمسك بالقيم والمبادئ.

ليس بوسع أحد أن ينفي أنّ الخريجين الجدد يواجهون وفي كل التخصصات معضلة تتمثل في بقائهم سنوات بلا توظيف ورغم أنّ لدى الوزارة خططا لإدماجهم عبر برامج تدريبية إلاّ أن الأغلبية التحقوا بالعديد من هذه البرامج ولا يزالون على رصيف الانتظار. الوزارة من جهتها تعلن أنّها تسعى بكل إمكانياتها لإلحاقهم بوظائف تناسب مؤهلاتهم بإلغاء المهن التلقيدية واستحداث أخرى تعتمد على التكنولوجيا والذكاء الصناعي، غير أنّنا نعتقد أنّ حركة التوظيف المتبعة حاليا بطيئة جدا بحيث أصبح هناك آلاف من الباحثين عن عمل بلا وظائف، الأمر الذي جعلهم يفقدون الأمل في المستقبل القريب، ما دفع البعض لممارسة مهن متدنية لا تتناسب إطلاقاً مع ما يحملون من مؤهلات.

نحن مع توجّه الوزارة بإعداد استراتيجية وطنية لتقييم مهارات الشباب وتوجيههم لاختيار التخصص المناسب لاحتياجات سوق العمل، لكن ماذا بشأن من ينتظرون التوظيف ومن مضى على تخرجهم بضع سنوات؟ أما آن الأوان لإحلالهم في الوظائف التي يشغلها الأجانب وخصوصا في قطاع المصارف وشركات الصرافة وغيرها؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية