العدد 3721
السبت 22 ديسمبر 2018
banner
“النواب” ووقفة الحداد
السبت 22 ديسمبر 2018

هل وقف المصلون في الحرم المكي حداداً على أرواح من قتلوا في الأحداث الإرهابية التي عصفت ببلاد الحرمين؟ هل وقف المصلون في المساجد قبل الصلاة حداداً على ذكرى وفاة شيخ دين؟ فكم وكم من الشهداء سقطوا دفاعاً عن عقيدتهم وأوطانهم في فلسطين والعراق وسوريا، ولم يبتكر أحد منهم سنة الوقوف حدادا في ذكرى معركة أو ذكرى شهداء سقطوا.

إن وقفة الحداد على الشهيد مبتكرة، ولم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقف حدادا في ذكرى وفاة عمه ولا ابنه ولا صحابته الذين قتلوا في سبيل الله، وما نشاهده الآن ابتكار للحداد على أرواح الذين نحسبهم عند الله شهداء بإذنه، وما حصل في مجلس النواب من اقتراح، نرجو أن لا يكون بدعة يسير عليها النواب.

إن هذا الاقتراح المفاجئ أربك النواب بين متردد ومستعد للوقوف، وليس السبب عدم عرفان النواب بفضل الشهداء، لأن النواب يمثلون المواطنين في حبهم وتقديرهم لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن البحرين، وهم من أصابهم الحزن على الطريقة الوحشية التي قتلوا بها، إذا فالقضية هي مسألة أن النائب لم يتفق مع زملائه من النواب على هذا المقترح الذي كان عليه أن يخبرهم به مسبقاً، لأن هذه الوقفة لن تحدد مكانة الشهداء، فمكانة الشهداء حددها الله وفصلها في كتابه بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

إن يوم الشهيد تذكير لمن نسي وللأجيال القادمة ما فعله المجرمون من سفك دماء للوصول إلى السلطة، فيكون لهم درسا وموعظة يتذكرون منها أن للوطن حقا وأن الروح تهون في سبيل الدفاع عنه، هذه الذكرى تكفي عن وقفة حداد في مجلس النواب الذي نتمنى منه الوفاق لصالح الوطن والمواطن كما تفعل البرلمانات العربية والغربية التي يكون هدفها الأول الأمن والاقتصاد ومحاربة الفساد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية