العدد 3723
الإثنين 24 ديسمبر 2018
banner
إلغاء الواجبات المدرسية
الإثنين 24 ديسمبر 2018

قرار تطبيق الأنشطة المدرسية ضمن الحصص الدراسية كبديل عن الواجبات المنزلية، جاء تلبية لمطالب أولياء الأمور وسعياً لتطوير التعليم، القرار غاية في الأهمية ومرتبط بالتحصيل العلمي ومدى استفادة الطالب من المنهج، لذا وجب التأني ودراسة تجارب الدول المتقدمة بشكل مستفيض.

ننصح بدراسة تجربة “فنلندا”، أقوى دولة في التعليم عالمياً، ومدى إمكانية تطبيقها في مدارسنا، الأمر يتطلب مساع كثيرة لجعل جودة التعليم ضمن الثقافة الأساسية وجزءا من الهوية، مع أهمية تطوير الكادر التعليمي وتحسين امتيازاته ليعطي المعلم بشكل أفضل. المعادلة الصعبة التي حققتها فنلندا بالوصول إلى القمة في التعليم، مقابل أربع ساعات تعليمية يومياً و20 ساعة أسبوعياً، لم تحققها بقرار إلغاء الواجبات المنزلية فقط، إنما بوضع سياسات وجهود وقرارات تنظيمية وتشريعية وخطط حكومية آنية ومستقبلية، استهدفت إصلاح وتطوير العملية التعليمية برمتها منذ أكثر من قرن ونصف. الأمر ليس سهلاً كما أنه ليس مستحيلاً، وقرار إلغاء الواجبات لا يشكل سوى جزء بسيط من منظومة تطوير التعليم، كما هو حال الدول المتقدمة التي اعتمدت أساليب ومناهج تعليمية عديدة تركز على المضمون وليس الكم، وتوثق العلاقة بين المعلم والطالب، فنجاح الطالب أو فشله مسؤولية يتحملها الطالب والمعلم والإدارة التعليمية معاً، كما أن تقييم الطالب يعتمد على أساليب التواصل والتفكير الإبداعي وليس الاختبارات التي أثبتت الدراسات أنها تشكل عبئاً وقلقاً للطالب دون فائدة، في حين إطلاق المجال للأفكار والعمل الإبداعي يسهم في اكتساب المعرفة والتعليم، حيث لا يصنف الطالب وفق درجاته، إنما بمدى اكتسابه المهارات الاجتماعية والإدارية والمعارف النظرية التي تراعي الاختلافات الفردية بين الطلاب.

ولا يخلو أي منهج من الأساليب المبتكرة التي تتفنن في توصيل المعلومة بشكل ممتع ومتقن، إلى جانب أسلوب المسابقات والمنافسات الفردية والجماعية التي تفوقت على أسلوب التلقين، اليابان مثلاً تعتمد على التربية ثم التعليم، واستطاعت بهذا المنهج الفريد، نشر الأخلاق والعادات الحميدة المعروفة اليوم في الشعب الياباني.

“قرار إلغاء الواجبات المنزلية هو الخطوة الأولى وبداية الطريق لتطوير منظومة التعليم”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية