العدد 3723
الإثنين 24 ديسمبر 2018
banner
أرجوكم لا تفعلوها
الإثنين 24 ديسمبر 2018

أتابع كما يتابع العالم ما يجري في السودان الشقيق من احتجاجات بسبب زيادة أسعار الخبز، وأعرف أن كثيرا من السودانيين سيقولون لي ما شأنك أنت بما يجري في السودان، وأعرف أن منهم من يعترض حتى على كلمة شقيق ويصب جام غضبه على العروبة والعرب، لكنني رغم ذلك أخاف على السودان وأهله، أخاف على أمنه واستقراره وبقائه كما أخاف على أية دولة عربية أخرى.

لا أريد لاحتجاجات السودانيين أن تتسع، خصوصا بعد سقوط قتلى خلال هذه الاحتجاجات لأنني أريد للسودان أن يبقى وأريد لمسلسل الانهيارات العربية أن يتوقف.

لا أقول هذا من باب التأييد أو التبرير للنظام، فأنا لا شأن لي بالنظام ولا بالرئيس، لكنني أقول هذا من باب الخوف على السودان وأهله، ولا أنكر على السودانيين حقهم في العيش الكريم والتطلع إلى الأفضل، لكنني مع ذلك لا أريد أن تزيد الاحتجاجات عن مجرد إرسال رسالة احتجاج لأهل الحكم في السودان.

أعرف قسوة الظروف وعدم قدرة الفقراء على تحمل أية زيادة في الأسعار وخصوصا الخبز، لكنني أقول لهم: أستحلفكم بالله لا تفعلوا كما فعل غيركم.

سيقول بعضكم: لا تصدعوا رؤوسنا بنظرية المؤامرة والهراء الذي يقال حول خطة تدمير الأمة، ومع ذلك أنا أقول لهم انظروا إلى الثمن الذي دفعه السوريون والليبيون واليمنيون وغيرهم، وفكروا جيدا.

وسيقول بعضكم ساخرا: من أنت لكي تقدمي نصائح للسودانيين؟ سبق وقلنا لك “خليك في بلدك ولا شأن لك بالسودان والسودانيين، خصوصا أنك لا تفقهين شيئا في الشأن السوداني”!

سأتحمل كل هذا دون أدنى غضب وأقول لهم: إنني أخشى أن يكون ما يجري في السودان آخر وأطول الخوازيق التي تدق الأمة كلها.

حافظوا على بلدكم أيها السودانيون واحسبوها جيدا قبل أن تمضوا في طريق اللاعودة، فما حدث أفضل ألف مرة من الفوضى التامة والاحتراب كما حدث إلى جواركم في ليبيا، ليبيا التي ندمت أشد الندم، وربما يكون أقل ضررا من البراميل المتفجرة التي أدت إلى الخراب التام في سوريا، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

“البعض يقول لا تصدعوا رؤوسنا بنظرية المؤامرة وخطة تدمير الأمة، ومع ذلك أنا أقول لهم انظروا إلى الثمن الذي دفعه السوريون والليبيون واليمنيون وغيرهم، وفكروا جيدا”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .