من أهم العوامل المؤدية إلى نجاح أي مشروع وطني هو التعاون بين الأطراف المعنية بحيث يكون الجميع على قلب رجل واحد!

لا يمكن أن يصل الجماعة إلى غاية واحدة بينما يغنِّي كل على ليلاه، لابد وأن تكون الخطوات متوافقة مع الهدف، وأن تتوزّع الأدوار بعناية ومن دون تضارب؛ حتى نستشعر أن الغاية تبرّر الوسيلة.

في الرياضة البحرينية، ظلت ثغرة شاغرة بين أهم كيانين رياضيين فترة طويلة من الزمن رغم وجود تنسيق، الا انه لم ينجح في طمر الفراغ الحاصل بين اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة.

كان السباق بين هاتين الجهتين على أشده، إلى درجة بلغ فيها مرحلة التكرار والتضارب في بعض الأحيان.

إنها ظاهرة غير حميدة تكشفت في العديد من المناسبات لكنها لم تأخذ مساحتها في الإعلام وظل الناس يتفكهون بها كحالة مضحكة بدل أن تكون حالة خطرة.

الخطورة المُصاحبة لهذه الظاهرة تكمن في محدودية الميزانية المخصصة للرياضة التي يتم استنزافها أحيانًا في أنشطة وفعاليات شبه مُكررة، فما تفعله اللجنة الأولمبية تفعله وزارة الرياضة ولعلّ اليوم الرياضي الذي يقام في الأسبوع الثالث من شهر فبراير من كل عام كان إحدى هذه الفعاليات التي كشفت عن أهمية أن يكون ثمة ربان واحد يقود سفينة الأنشطة الرياضية، وهو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الذي يلعب دور المحايد بدل المقرّر.

اليوم مع التغيير الذي طرأ على وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت تحت قيادة جديدة تتمثل في الوزير الشاب أيمن المؤيد، نأمل أن ترتسم ملامح علاقة تكاملية مع اللجنة الأولمبية كما تبين في التصريحات والتحركات التي تتمحور حول أفكار من شأنها الارتقاء بالرياضة.

والمأمول في المرحلة المقبلة أن يتحوّل هذا التناغم في هذا الحراك بين وزارة الشباب والرياضة وبين اللجنة الأولمبية إلى واقع ملموس على الأرض وألا ينحصر في الفضاء الإعلامي الذي لن يغير من واقع الحال.