السنة الجديدة أوشكت على البزوغ خلال أيّام، ونأمل أن تكون سنة خير وسعادة وأن تمحو آثار سنة المؤامرات علينا، آملاً أن تختفي بإطلالة عام جديد نتطلع أن يمسح ما خلفته السنة المنصرمة التي سأذكرها دائماً بسنة المؤامرات وربما يؤرخ لها بهذا الاسم.

لقد سعت البحرين عبر السنوات بل العقود الماضية إلى التميز بالأداء الانفتاحي والحريات الاقتصادية والحريات الشخصية، وكانت نموذجا لهذا الانفتاح، غير أنه خلال السنوات الأخيرة سيطرت تيارات التشدد والتزمت وتراجع دور الغرفة التجارية حتى كاد يمحى، وأصبحنا نعيش السنوات وكأنها سنة واحدة مكررة لا تغيير فيه ولا نبض يتحرك ليشعرنا بأننا أمام خطوة للأمام حالنا حال الغير.

لقد شدد سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله دائماً وفي كل المناسبات على دعم الاقتصاد والتنمية وتحفيز المال ليعمل وينطلق بعيداً عن الجمود والركود، وللحق فإن حكومة سموه شجعت دائماً على التحرك وقدمت التسهيلات للتجار أكثر مما قدمه الآخرون بالمنطقة، فلا يكاد أحدهم يشتكي من عائق أو مشكلة أو عقبة حتى تدخل سموه وأزالها بسرعة لم يتوقعها صاحب المشكلة نفسه، ورغم ذلك مازال هناك ركود يتحمل الوسط التجاري جزءا من المسؤولية بكسره وتحفيز الاقتصاد والاستثمار والبحث عن إبداعات وخيالات جديدة بالسوق.

من هنا أقول إن السنة الجديدة أوشكت على البزوغ وحان وقت التحفيز، وجزء منه يجب تخصيصه لدراسة الضرائب المقترحة حتى لا تسهم في الركود والحد من القوة الشرائية للمستهلك، ما ينعكس على السوق برمته.

نرجوكم أبعدونا عن التسييس وعن إغراق البلد في السياسة، فالتجارة أصبحت سياسة والدين أصبح سياسة والثقافة سياسة والسياحة سياسة، اجعلوا من احتفالات رأس السنة فرحة ورقصة وابتسامة وانفضوا غبار السياسة وكل عام وأنتم بعيدون عن السياسة لتكونوا ساعتها بخير.

ولنتذكر ما قاله سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله بمجلسه العامر “إننا نخطو نحو العام الجديد وكلنا تفاؤل وثقة في الله عز وجل أنه سيكون أفضل من سابقه، وعلينا أن نجدد العزم في العمل من أجل نهضة الوطن”.

تنويرة : عدم رؤيتك الشمس لا يعني أنها لم تشرق.