العدد 3727
الجمعة 28 ديسمبر 2018
banner
هل هذا أسلوب ممثلي الشعب؟
الجمعة 28 ديسمبر 2018

طالعتنا الصحف مؤخرا بحدوث فوضى ومشاحنات في الجلسة الثالثة لمجلس النواب، ما جعل رئيسة الجلسة “فوزية زينل” تقول لزملائها “هل هذا أسلوب ممثلي الشعب؟”.

هذا الجو من المشاحنات والفوضى يذكرنا بمسرح اللامعقول الذي تابعه المواطن في الأربع سنوات الماضية في المجلس السابق الذي ضرب الرقم القياسي في الفشل وخذلان الناس واستعراض العضلات، إذ يبدو أن هناك بعض النواب الجدد يعيشون على آيديولوجية الشهرة وحب الظهور وتأجيج المواقف، وهذا ما لمسناه من أول ثلاث جلسات “والله يستر من القادم”، وكأن الإخوة في طابور مدرسة وليس في برلمان وضع من أجل التعاون مع الحكومة والتعاضد والتكاتف معها من أجل المواطن.

رئيسة الجلسة تطالبهم بالهدوء والالتزام باللائحة وبعضهم يرفع صوته غضبا ويهدد الرئيسة وكأنه يهدد حكم مباراة احتسب ركلة جزاء ضد فريقه في الوقت بدل الضائع، أسلوب يندى له الجبين “ويفشل” ولا يمكن أن يصدر من نائب وممثل للشعب، والبعض الآخر أضاع طريق الأبواب والنوافذ وخرج عن الموضوع وعالمه الواقعي وأخذ يعيد ويتكئ على المجلس السابق متخذا منه ظلا يسير معه أينما ذهب.

في تلك الجلسات الثلاث اتضح لنا في الصحافة أن هناك بعض النواب مثل جزيرة صغيرة وسط محيط واسع، وحيدة منعزلة بعيدة عن أي خط من خطوط السفن والبواخر، ونتمنى من كل قلوبنا أن لا يتحولوا مع مرور الوقت مثل من سبقوهم

إلى “عاطلين عن العمل” وقوة غير منتجة فيما يخص مصالح ومطالب المواطن ويبقون هكذا إلى نهاية توديعهم المجلس، فالمواطن يرى ويتابع العوامل القريبة والبعيدة فلا تجعلوه “يتحسف” على انتخابكم لأن الخطأ هذه المرة غير مقبول.

ومثلما شخصيات الرواية تنكشف مع مرور الزمن للقارئ أيضا ستنكشف شخصية كل نائب مع مرور الوقت، وسيعرف المواطن من هو النائب الذي يقدم الوطنية في أوسع معانيها ويتحرك على نطاق واسع لفعل كل ما يهم المواطن، ومن هو النائب الذي يشتغل لنفسه ويسير على غير هدى ولا يهتم إلا بالمزايدات الكلامية والشعارات الفارغة والكلمات الطنانة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية