+A
A-

خفايا منبج.. اتفاق كردي مع النظام بضمانة روسية أميركية

على الرغم من عدم إعلان "الإدارة الذاتية" ومسؤوليها في موسكو، الذين يناقشون مع الجانب الروسي منذ أيام إمكانية نشر قوات من النظام السوري على طول الحدود السورية التركية شمال البلاد، عن مخرجات زيارتهم ولقاءاتهم، إلا أن الوقائع في مدينة منبج، غرب نهر الفرات، تؤكد حصول اتفاق عسكري بين الطرفين، يسمح بموجبه للنظام بنشر قواته في تلك المناطق، أو أقله دخولها بأعداد صغيرة إلى المدينة.

وكشفت مصادر عسكرية من مدينة منبج لـ"العربية.نت" عن "اتفاق مشترك لإدارة المدينة بين مجلس منبج العسكري وقوات النظام السوري وفق ضمانات أميركية وروسية، تم الوصول إليه في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري".

ويقضي الاتفاق بين الطرفين بدخول مجموعات من جيش النظام السوري إلى مدينة منبج والسيطرة عليها، تجنباً لهجومٍ برّي كانت تستعد أنقرة لشنّه هذا الشهر.

من جهته، أكد شفان الخابوري، المتحدث الرسمي باسم حركة المجتمع الديمقراطي في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" أن الاتفاق "تم برعاية مركز التنسيق الروسي وبموجبه يُسمح للنظام بالدخول إلى تلك المناطق".

ويأتي دخول وحدات من قوات النظام لمدينة منبج الجمعة، عقب إعلان وحدات حماية الشعب "الكُردية" الانسحاب منها، داعية في بيان "الجيش السوري للدخول إلى المدينة وحمايتها من تهديدات أنقرة".

من جهتها، أشارت القيادية الكردية إلهام أحمد إلى أن "جيش النظام قد عاد إلى النقاط التي كان انسحب منها في بلدة العريمة القريبة من منبج في وقت سابق".

عناصر من قوات حماية الشعب

وتشكل مدينة منبج العقدة الأبرز بالنسبة لتركيا، إذ طالبت أنقرة مراراً وتكراراً بانسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب منها، والتي تصنفها أنقرة كـ "جماعة إرهابية" وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

ووصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من الجانب السوري إلى أطراف المدينة أيضاً، لا سيما في بلدة العريمة الواقعة غربي منبج، قبل يومين، في ما يواصل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تسيير دورياته العسكرية المشتركة مع مجلس منبج العسكري على أطراف المدينة.

مناقشات مستمرة في موسكو

أما في ما يتعلق بالمناقشات الجارية في موسكو بشأن انتشار قوات النظام على الحدود السورية التركية، فأوضح بدران جيا كرد، مستشار الإدارة الذاتية من موسكو أنه "لم يتم التوصل لاتفاق رسمي بين الطرفين".

وقال في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" إن "النقاشات بيننا وبين الروس لا تزال مستمرة حتى الساعة". وأضاف: "نحن نرى أن حماية الحدود هي من مهام الدولة السورية"، مشيراً إلى أنه "ليس هناك تطابق واتفاق في الآراء بيننا حول هذا الأمر إلى الآن".

وبالتزامن مع تلك التطورات الميدانية، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وفداً تركياً سيزور روسيا السبت، لبحث التطورات.

وأضاف أردوغان أن قواته لن يكون لديها عمل في سوريا عندما تغادر المنظمات الإرهابية المنطقة، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.

كما اعتبر أن "قوات الأسد تدير حربا نفسية في منبج، ولا يوجد شيء مؤكد بعد (في إشارة إلى دخول قوات النظام السوري إلى المدينة) وفقا لما قاله مسؤولون روس".