العدد 3728
السبت 29 ديسمبر 2018
banner
دور المواطن ومسؤولية النائب (2)
السبت 29 ديسمبر 2018

هل سينسى النائب فضل ناخبيه وحقهم؟ أم أنه سيتحمل مسؤوليته الوطنية في التشريع بما يَخدم المصلحة العامة للمواطنين وبلاده؟ فهناك الكثير من الأمور والقضايا التي تهم المواطنين وتتطلب تشريعات وقوانين لكي يستفيد المواطنون من الخدمات العامة، خصوصا تلك التي يتضمنها البرنامج الحكومي أو التي تبناها المُرشحون في برامجهم الانتخابية، وكذلك سن تشريعات لمساءلة المتجاوزين والوزارات والمؤسسات المُخالفة لبرامجها، فالنواب أصحاب رسالة وطنية وصوت يدعو للخير ويد تُحارب التجاوزات مع الاحتفاظ بأخلاقيات العمل البرلماني.

على النائب أن يتحرك في البرلمان بحرية تامة دون خوف، وعليه أن يستخدم كُل ما أتيح له من صلاحيات، فحصانته لا يَكسبها من سكوته أو تجاوزاته بل من الناخبين الذين منحوه ثقتهم ومن هذه الثقة ألبسوه حصانةً تحميه وتضمن له المُضي قُدمًا بأداء واجبه. لذا عندما يصدر من البرلمان أي تشريع لا يتوافق مع مصلحة المواطنين فإن النائب يتحمل جزءًا كبيرًا من تداعيات هذا التشريع، لأن الدولة ووزاراتها ومؤسساتها تطبق برامجها وفقًا للتشريعات البرلمانية.

إن عمل النائب خلال الأربع سنوات هو سن التشريعات ومراقبة أعمال الحكومة، لذا، عليه العمل على تحويل البرلمان إلى مؤسسة تعنى بالصالح العام للبلاد والعباد، وأن يَنظر إلى مواد التشريعات نظرة الحكَيم البصير بما يُحقق النماء للبحرين والرخاء لأهلها.

للنائب دور كبير في إقرار القوانين التي تفيد المواطنين وترفع الضرر عنهم، وهو عين لهم عبر مراقبته أعمال الحكومة عبر الأساليب الديمقراطية، ولا ضرر من المُصادقة على آراء الحكومة مادامت تتفق مع صالح المواطنين وتحقق تطلعاتهم، وأن ما يُيَسر العمل البرلماني وينجح مقاصده هو التعاون الإيجابي بين أعضائه والحكومة، ووضع الحلول الناجعة لمختلف القضايا العامة التي تحقق المصلحة العامة.

ومن جوانب الصِدق في العمل البرلماني أن تكون وثبة النائب في البرلمان إيثارًا للمواطنين لا موقعًا تنمو فيه الأثرة الفردية، فالإيثار يُحدث في النفوس شِممًا وفي العزائم قوة، ويُضيف إلى العمله نزاهة وحياةً طيبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية