العدد 3730
الإثنين 31 ديسمبر 2018
banner
ضريبة القيمة المضافة
الإثنين 31 ديسمبر 2018

من الطبيعي أن يقلق الناس من فرض القيمة المضافة، حتى إن كانت خمسة بالمئة أو ما يعادل خمسين فلسا على كل دينار نشتري به حسب ما فهمنا من كلام المسؤولين.

الشعب البحريني، كغيره من الشعوب ينتظر زيادة في الدخل لمواجهة الزيادة في الأسعار التي لا تتوقف، أما مسألة فرض ضرائب فلها فعل الصدمة على شعبنا لأننا لم نتعود على ذلك، على الرغم من أهمية الضرائب كوسيلة لتوفير الموارد للحكومة لتمويل الكثير من الخدمات والمرافق للمواطنين وتسيير قطاعات الدولة المختلفة.

المواطن البحريني لا يشغله أن دولا غيرنا تفرض ضريبة تصل إلى عشرين أو خمسة وعشرين بالمئة، ولا تشغله الترتيبات المالية والاقتصادية الضرورية لتجهيز الاقتصاد البحريني لمواجهة تقلبات أسعار النفط وحتى لمرحلة ما بعد النفط، لكن يشغله ما يتحصل عليه من دخل وتشغله قدرته على شراء السلع والخدمات الضرورية.

لهذا استقبل شعبنا مسألة اقتراب تطبيق تلك الضريبة بقلق شديد خوفا من حدوث طفرة كبيرة في زيادة الأسعار، رغم تأكيدات الحكومة بأن الزيادة لن تمس السلع الغذائية الأساسية ولن تمس محدودي الدخل.

لذلك يجب على الحكومة أن تتقبل هذا القلق لدى الشعب وأن تقوم بمزيد من التوضيح لأهمية الضريبة بالنسبة للاقتصاد البحريني الذي يعود بالخير على الجميع على المدى الطويل.

وفي الوقت نفسه يجب شرح تأثيرات الضريبة بالتفصيل على محدودي الدخل الذين يتحملون دائما أعباء الإصلاحات الاقتصادية، ولا مانع أبدا من أخذ التوصية الأخيرة لمجلس النواب في الحسبان وتأجيل التنفيذ لبعض الوقت حتى تتم دراسة أحوال الفئات التي ستتأثر بهذه الضريبة وتقديم مقابل معين لهذه الفئات حتى لا تتضرر أكثر من غيرها من تطبيق الضريبة.

البحرين بلدنا جميعا، ونحن نريد لها أن تتقدم وأن تستعد لمواجهة ما قد يأتي به المستقبل من هزات اقتصادية تؤثر على أجيالنا القادمة، ونعرف أن الشعوب كلها تساهم في بناء أوطانها وتقتطع شيئا من عوائدها من أجل الأجيال القادمة، لكننا في نفس الوقت نريد تقسيم هذه الأعباء على بعضنا ولا نريد أن تعاني فئة معينة دون غيرها جراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية.

ما نريده إذا ليس إلغاء تطبيق الضريبة، فنحن نقدر إجراءات الحكومة الهادفة إلى الإصلاح المالي كغيرها من حكومات مجلس التعاون الخليجي، لكننا في الوقت نفسه لا نريد أن تتحمل فئة معينة فاتورة هذه الإصلاحات دون غيرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .