+A
A-

ليبيا.. "داعش" يتقدّم في الجنوب

العام الماضي، أطلق الجيش الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق عمليات عسكرية لتطهير الجنوب الليبي من الجماعات الإرهابية، لكن الهجمات الأخيرة والتحركات المكثفة لهذه الجماعات، تدلّ على أنها أصبحت أكثر توحشاً وقوّة، خاصة تنظيم "داعش"، الذي يسير بثبات نحو مزيد من التوسع الميداني في البلدات الجنوبية لليبيا.

وفي الأشهر الماضية، تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في جنوب ليبيا، وقاد هجمات عنيفة بعشرات الآليات المسلحة على عدة مناطق، فاقتحم وأحرق مراكز شرطة وقتل مدنيين وعسكريين، وقام بعمليات تصفية جسدية، كما شنّ حملات اعتقال واختطاف واسعة للمواطنين.

وبدت هذه الهجمات أكثر تنظيماً وقوة وكثافة، مما يمكن أن يكون مؤشراً على أن تنظيم "داعش"، يسير نحو تعزيز وجوده وسلطته في منطقة الجنوب التي تضمّ أغلب الحقول النفطية، خاصّة بعد إضعاف مواقعه في الغرب الليبي منذ تحرير مدينة سرت نهاية عام 2016، وطرده من مدن الشرق، التي يسيطر عليها الجيش الليبي.

"هذا التنظيم لن ينته بسهولة في ليبيا، وسيبدأ في الاستقرار بالجنوب بوجود ميليشيات إفريقية وعصابات إجرامية توفر له الغطاء والحاضنة الاجتماعية، حسب الباحث الليبي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة تكساس الأميركية، إبراهيم هيبة.

وأضاف في تصريح لـ"العربية.نت" أن "المساحة الشاسعة وغياب الدولة وضعف الأجهزة الأمنية في الجنوب، ووجود إمكانية للتواصل بين المتطرفين في ليبيا والتشاد والسودان والنيجر، بسبب الحدود المفتوحة، عوامل مغرية تساعد تنظيم "داعش" والجماعات المتطرفة للبقاء والتمترس في الجنوب وتحديداً بمنطقة فزان".

ويتواجد عناصر تنظيم "داعش" في أماكن كثيرة بالجنوب الليبي، على غرار منطقة وادي الحياة ومنطقة وادي عتبة ومنطقة وادي البوانيس ومنطقة الجفرة في الجنوب الشرقي لليبيا، وبالتحديد في المنطقة الصحراوية الممتدة من الحدود الجزائرية غرباً والنيجر وتشاد والسودان جنوباً إلى الحدود المصرية غرباً.

وأشار هيبة إلى أن التحركات الأخيرة والهجمات التي شنها "داعش" تظهر أن هذا التنظيم "لن يكتف بالتواجد في هذه المناطق فقط، بل سيسعى إلى محاولة السيطرة على أجزاء من الأراضي الليبية والقرى في الجنوب وإقامة دولة داعشية فيها"، وذلك بعد حصوله على التمويل الكافي من عمليات الاختطاف من أجل الحصول على فدية، والنهب والسلب التي يقوم بها، لإعادة بناء قواته من جديد.