+A
A-

الصناعات الغير متوفرة في البحرين

الصناعات مصطلح يكاد يرادف القطاع الإقتصادي في الاصطلاح الحديث، ويشير أصلاً إلى الصناعات الإستخراجية، والصناعات التحويلية، الصناعات النسيجية، الصناعات الغذائية، أو تحويل المواد الخام إلى منتجات وخدمات ذات فائدة، فالصناعة إذاً هي اجمالي المشاريع المنتجة تقنياً في أي حقل من الحقول ، ولكنه اليوم يشمل أيضاً تقديم أي خدمة أو منتج مقابل ربح مثلاً الصناعة المصرفية .

بدأت الصناعات أوروبا  في القرن السابع عشر أما في البحرين فبدأت في ستينات القرن الماضي بعد أن كان مجتمعاً يعتمد على موارد البحر والزراعة والتجارة، ولعبت طبيعة مناخ البحرين، وخصائصه الجغرافية، دوراً فاعلاً في ازدهار المهن والحرف اليدوية، وانتشارها على مستوى محلي واقليمي فكان وجود الأسواق في مختلف مناطق البحرين كسوق الحدادين، وسوق التناكة، وسوق الصاغة، وسوق الحرف، وسوق الجص، وسوق الطواويش، وغيرها من تسميات كأسواق اسماء أيام الأسبوع  وكانت تقام في ساحات وميادين عامة، وذلك بحسب اليوم التي تقام فيه وبرغم صغر مساحة البحرين كان لكل قرية أو مدينة حرفة معينة تشتهر بها فقد كانت صناعة النسيج تمارس في بني جمرة والسلال بقرية كرباباد، والفخار بقرية عالي، والسقة بقرية الجسرة، والسلال بقرية كرباباد، وأما صناعة السفن بدأت عام (1904) وكانت في مدينتي المنامة ومحرق وكان يصل سعر السفينة بين 400 إلى 500 روبية.بالإضافة إلى صناعة نسيج لأشرعة السفن الذي كان يصدر إلى الخارج بكميات كبيرة إلى السعودية والبصرة وغيرها، وقد اندثرت أغلب هذه الصناعات عدا صناعة الفخار، والقليل ممن يمارسون حرفة السلال لأن الأسواق العالمية قضت على الصناعات المحلية بفعل العولمة والزمن والشركات متعددة الجنسيات، "إن مصانع التدداوي بالأعشاب موجودة في البحرين منذ149"  سنة متوراثة أباً عن جد ويروي ذلك فيصل الكامل في لقاء صحفي، عن مصنعه الذي يعتبر من اوائل المصانع في البحرين ومن المشاريع القديمة إلى المشاريع الحديثة علق براين المدير التنفيذي لمنطقة البحرين العالمية للإستثمار "أن هناك  أكثر من 90 في المئة من أنشطة منطقة البحرين هي للتصدير لدول الخليج بل العالم"، وتعد مدينة خليفة الصناعية ووميناء خليفة ذوا موقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة اسهما في تعزيز الصناعات وتغطية احتياجات المنطقة من المنتجات الغذائية والسلع الاستهلاكية والسيارات والآلات الثقيلة، وكذلك  منطقة البحرين العالميةتعد  من المرافق الهامة التي تحتاجها المصانع لما توفره من بنية تحتية تساهم في النمو الصناعي في المملكة، وهذه المنطقة جاذبة للإستثمارات الاجنبية، وكذلك المشاريع المحلية الموجهه للتصدير، ومن الصناعات التي تصدر للخارج صناعة النفط والغاز ويوصف الخليج بأنه أكبر (إحتياطي نفط بالعالم)(ويصدر بالناقلات والأنابيب  ولكن هذه الطاقة الأوليه أو ما يطلق عليه  (الذهب الأسود)الذي يزود السيارات والطائرات بالوقود،  وتصنع منه الصناعات الكيميائية،  بما فيها الأسمدة ومبيدات الحشرية،  واللدائن، والأقمشة،  معرض يوماً ما  للنضوب وعدم التجدد، لذا لا بد أن يكون هناك تفكيراً استراتيجياً بصناعات بديلة تدعم الإستمرار مستقبلاً وليس أفضل من الصناعات الغذائية حيث أن البلد الذي لا يعوز متطلباته اليومية يكن في خانة الآمن غذائياً. وأن يكون هناك مصنعاً للألبان والأجبان يفي بمتطلبات البلد. إن عدم وجود مصانع للسيارات يعود إلى عدم وجود كفاءات  وبرغم توفر تجربة لصاحب شركة (في موشن)  علاء السيد بصناعة سيارته الرياضية من أجزاء مجمعة يدوياً بنفسه  ثم  صنع 5 سيارات باعها لعملاء خليجيين وليس هدف صناعته كمي بل كيفي. ولا يوجد في البحرين مصنع لصناعة الأدوات المنزلية لأن ليس هناك أيدي خبيرة في هذا المجال.

الصناعة تم الإستيلاء عليها بل ومحوها من بلادنا اللهم الصناعات التي ليست من الأهمية بمكان، والعولمة التي ابتلع أصحابها  20 في المئة من المقدرات عبر الشركات متعددة الجنسيات، بالإضافة إلى أننا أصبحنا مجتمعاً إستهلاكياً محضاً  بدل أن نكون مجتمعاً منتجاً  تؤخذ مواردنا بأأقل الأسعار ومن ثم يعاد تصنيعها لتباع علينا بأبهظ الأثمان،  ولعل أجمل ما سمعته منذ طفولتي  عن النبي الأكرم في الحث على الصنعة عن ابن عباس عن رسول الله ص أنه  كان إذا نظر إلى رجل فاعجبه قال: له حرفة؟ قالوا لا. قال سقط من عيني، قيل: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال لأن المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه) ولهذا دولنا تعيش الدين والقروض.

تقرير الطالبة: فاديا شاكر

جامعة البحرين