+A
A-

بين الحرمان وإعادة البث.. "beIN" تعيد ظاهرة الاحتكار للواجهة

خلال أقل من 24 ساعة، تلاعبت شبكة "بي إن سبورتس" بحق المصريين في متابعة مباريات فرقهم المفضلة، لتعلن تارة أنها ستقطع بثها تماما، ثم تعود لتؤكد أنها ستستمر في تقديم خدماتها، لتسلط الضوء على خطورة ظاهرة الاحتكار الرياضي، وما تسببه من ضرر للمشاهدين.

وفي مقابلة مع موقع "سكاي نيوز عربية"، علّق لاعب الكرة المصري السابق، خالد بيبو، على ما حدث، قائلا: "هم الخسرانين مش مصر الخسرانة، خاصة وأن المشاهد المصري ذكي وقادر على إيجاد حلول أخرى لمتابعة المباريات بمنتهى البساطة".

وتابع: "مصر من أكبر الأسواق في الوطن العربي فيما يتعلق بكرة القدم، إذ لديها 100 مليون مواطن، وقد كانت سوقا محترمة لبي إن سبورتس والمشاهدين لم يقصّروا في أي شيء فيما يتعلق بالاشتراكات، لذا فإن بي إن سبورتس هي من ستخسر من مثل هذه الخطوة، وذلك بالرغم من أنها قدمت تغطيات ناجحة في الفترة الأخيرة".

وفيما يتعلق بظاهرة الاحتكار الرياضي، قال: "بصفة عامة، أريد أن أشعر كمشاهد بأنني أتابع ما أريد مشاهدته، على القناة التي أريدها، دون أن أكون مرغما على متابعة قناة معينة".

وأعرب بيبو عن اعتقاده بأن الاحتكار "ليس جيدا" ومن الممكن مواجهته، وأضاف: "إذا قررنا كوطن عربي أن يصبح لدينا خيارات كثيرة، فإن هذا شيء قابل للتطبيق، إذ من الممكن أن تقوم الدول الكبرى في المنطقة، بإنشاء قنوات قادرة على المنافسة ونقل الأحداث الرياضية".

عبد الغني: قادرون على خلق البدائل

من جانبه، أعرب نجم منتخب مصر السابق، مجدي عبد الغني، عن "معاناته" مع ظاهرة الاحتكار، قائلا: "أرى أن الاحتكار، خاصة في الوطن العربي، يحرم الكثير من الناس من حقهم في المشاهدة، وهو أمر غير مطلوب، وأعاني منه شخصيا كمشاهد".

وعن البدائل التي من الممكن تطبيقها لتجنب تكرار سيناريو آخر مماثل من "بي إن سبورتس" مستقبلا، قال عبد الغني لموقع "سكاي نيوز عربية": "كان لاتحاد الإذاعات العربية سابقا، دور مهم جدا في شراء البطولات، فعلى سبيل المثال، سبق أن سافرت مع اتحاد الإذاعات إلى البرتغال للتعليق على بطولة أمم أوروبا، وكانت المباريات تذاع في الوطن العربي كله دون تشفير".

وأشار: "لا بد من أن يعود الاتحاد لدوره القوي، وأن يُفعّل من قبل الدول الكبرى مثل الدول الخليجية أو مصر، إذ يدفع الشعب المصري مليارات الجنيهات للشركة المحتكرة، وبالتالي من الممكن أن تعود هذه الأموال لاتحاد الإذاعات العربية لكي يأخذ البطولات ويوقف الاحتكار".

وبيّن  عبد الغني أن جميع اتحادات الكرة الدولية تسعى لوقف الاحتكار في المستقبل، وأوضح قائلا: "أن تصبح جميع الاتحادات قادرة على بث المباريات فإن هذا سيعود بالنفع على الجميع، خاصة وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إذا باع حقوق بث المباريات لكل دولة على حدة فإنه سيحصل على أرباح كبيرة، ومن الممكن أن يتم تطبيق ذلك أيضا على الألعاب الأخرى مثل كرة السلة أو الطائرة".

"قطر وسياسات التشدد.. والقمر الخاص"

أما رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية، عماد الدين حسين، فاعتبر أن قطر بمثل هذه الخطوة، "تُحوّل الرياضة، من نشاط باعث للتلاحم والمنافسة الشريفة، إلى وسيلة لممارسة التشدد".

وأضاف: "الاحتكار في أي مجال هو مسألة خاطئة ومُجرمة اقتصاديا في بعض الدول، وقد أصبح احتكار بي إن سبورتس لكل الدوريات والبطولات الكبيرة، يشكل عاملا كبيرا للتوتر، خاصة في ظل الخلاف الكبير مع قطر"، في إشارة إلى مقاطعة عدد من الدول لقطر، أبرزها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لدعم الدوحة للإرهاب وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة.

وتابع لموقع سكاي نيوز عربية: "ما حدث يثبت بأن قطر تحاول تطويع البث الرياضي في الحرب السياسية،  خاصة مع وجود تقارير تفيد بأن الدوحة تسعى لنقل بي إن سبورتس إلى قمر اصطناعي خاص لمحاربة نايل سات".

من جانبه، قال رئيس القسم الرياضي في صحيفة "أخبار اليوم" المصرية، جمال الزهيري، إن الاحتكار الرياضي كظاهرة موجود في الكثير من دول العالم، لكن الأزمة تبدأ عندما "يساء استخدامه".

وأعرب الزهيري عن تعجبه من توقيت إعلان "بي إن سبورتس" لوقف بثها، لافتا إلى أنه جاء في نفس اليوم الذي فازت فيه مصر بتنظيم كأس أمم أفريقيا، في إشارة إلى محاولتها "فرض قوتها".