+A
A-

"الاستئناف" ترفض طعن شاب مدان بالاعتداء على شرطي وضابط

رفضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى استئناف شاب يعاني من اضطرابات نفسية ويراجع الطب النفسي للحد من تصرفاته غير المتزنة، محكوم عليه بالحبس لمدة سنة واحدة مع الأمر بوقف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات تبدأ من تاريخ صيرورة الحكم؛ لإدانته بالاعتداء على شرطي وضابط بالضرب حال القبض عليه كونه مطلوب بواقعة سرقة مبلغ مالي من آسيوي، كما قضت بانقضاء دعوى إهانة العريف المجني عليه الأول بالقضية لتنازل الأخير عن حقه الشخصي بهذا الشق من الاتهام.

وتشير التفاصيل إلى أن مديرية شرطة المنطقة الشمالية، كانت قد تلقت بلاغا من شخص آسيوي قال فيه أن شابا حضر إليه أثناء ما كان يتمشى في منطقة البديع راجلا في يوم الأحد الموافق 29 أكتوبر 2017 بحوالي الساعة 7:45 مساء، وحاملا معه مبلغ 400 دينار في جيب قميصه، فتعرض له ذلك الشاب وأمسك بيده من الخلف ومد يده إلى جيب قميصه واختلس منه المبلغ المبين، ومن ثم أسقطه أرضا وقام بركله برجليه بجميع أنحاء جسمه، مانعا إياه من مقاومته، وأثناء ذلك سقط هاتفه النقال من يده، فما كان من الجاني إلا أن أخذه أيضا، واستمر بضربه حتى حضر بعض المارة وأبعدوه عنه، وعندها صعد ذلك الشخص لسيارته وغادر المكان مسرعا.

وبعد التعرف على هوية الجاني توجه شرطيين الأول برتبة عريف والثاني برتبة نائب عريف إلى منزل الجاني للقبض على المستأنف بحسب أمر ضبطه وإحضاره الذي كان بحوزتهما.

وبالفعل عند وصولهما بالقرب من مسكنه شوهد المستأنف هناك فترجل العريف المجني عليه من الدورية رفقة زميله النائب عريف، وعرفا المستأنف بهويتهما وأنهما من الشرطة، إلا أنه حاول الهرب من المكان فتم الإمساك به والسيطرة عليه بعد أن حصل تشابك بالأيدي بينهم، تعرض فيه المدان إليهما بالضرب على أنحاء متفرقة من جسدهما محاولا الهرب، حتى تمكنا من وضع الأصفاد الحديدية "الهفكري" بيديه.

وأثناء إدخاله لسيارة الدورية كان المستأنف يتلفظ عليهما بعبارات السب والشتم بكلمات بذيئة وغير لائقة بحقهما، فطلبا منه الهدوء واحترام الشرطة، إلا أنه لم يستجب لهما باعتبار أنه كان في حالة غير طبيعية وتحت تأثير استنشاق المواد الطيارة "الستوب"، فواصل عبارات السب حتى وبعد الوصول إلى مركز الشرطة.

وخلال إنزال المستأنف من الدورية تفاجأ العريف المجني عليه بقيام المستأنف بضربه بواسطة رأسه على جبهته ليتدخل المجني عليه الضابط برتبة ملازم أول المتواجد في المركز محاولا السيطرة على المستأنف، إلا أنه ظل يقاومهما، مما أدى إلى سقوط العريف والضابط والمستأنف أرضا، مما أدى إلى إصابة العريف بكدمات على الكوع الأيسر والكتف الأيمن وكلتا الركبتين وتورم بسيط وآلام في الرزغ الأيمن، وإصابة الملازم أول بكدمة في الرأس، ولم تفضي تلك الإصابات إلى مرض المجني عليهما أو عجزهما عن القيام بأعمالهما الشخصية لمدة تزيد عن 20 يوما.

هذا وكانت النيابة العامة قد أحالت المستأنف للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 29 أكتوبر 2017، أولا: اعتدى على سلامة جسم العريف المجني عليه الأول وهو من أفراد قوات الأمن العام التابع لوزارة الداخلية وذلك أثناء وبسبب تأديته لوظيفته بأن قام بلكمه على رقبته، ثانيا: أهان بالفعل المبين بالأوراق المجني عليه الأول والضابط المجني عليه الثاني أثناء وبسبب تأديتهما وظيفتهما بأن قاومهما وتسبب في سقوطهما أرضا، ثالثا: رمى العريف المجني عليه بما يخدش من شرفه واعتباره بأن وجه إليه الألفاظ المبينة بالمحضر دون أن يتضمن ذلك إسنادا لواقعة معينة.

وكانت قد دفعت المحامية فاطمة عادل وكيلة المستأنف أمام محكمة أول درجة بتنازل المجني عليهما عن الدعوى الجنائية في مواجهة المدان، وأوضحت في مرافعتها أن المجني عليهما أبديا بمحضر الشرطة عن رغبتهما بالتنازل عن الدعوى في مواجهة موكلها بعد أن قام الأخير بزيارتهما والاعتذار منهما عما بدر منه من تصرف، وأن المجني عليهما واجهاه برحابة صدر وتقبلا منه اعتذاره وتأسفه متفهمين صغر سنه وندمه وأسفه، وقاما بفتح محضر بالتنازل عنه لدى مركز الشرطة.

وأفادت بأن موكلها يراجع مستشفى الطب النفسي، وأنه حديث السن إذ أنه لم يتجاوز الثامنة عشرة سنة عند وقوع الجريمة، وأنه في هذه المرحلة العمرية (سن المراهقة) غالبا ما يحاول أن يثبت نفسه وقوته للآخرين وتتسم تصرفاته بالطيش وعدم الاتزان وفقدان السيطرة على ردود الفعل واللجوء إلى استخدام العنف عند أتفه الأسباب، كما أنه يعاني من الاضطرابات النفسية فهو يتردد على مستشفى الطب النفسي لتلقي العلاج اللازم للحد من تصرفاته غير المتزنة.