+A
A-

ما الذي يقلق إيران من مؤتمر بولندا؟

عبر العديد من مسؤولي النظام الإيراني عن قلقهم حيال القمة التي ستعقد في وارسو، عاصمة بولندا، يومي 13 و14 فبراير المقبل، والتي ستركز على "خطر الإرهاب الإيراني"، حسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وبينما اعتبرت الخارجية الإيرانية أن عقد هذه القمة يعتبر "عملاً عدائياً" من قبل واشنطن، قال مسؤولون نواب بالبرلمان الإيراني إن قمة وارسو تهدف إلى حشد القوى الدولية ضد نظام طهران.

كما أصدرت الخارجیة الإیرانیة بياناً ذكرت فيه بأنها استدعت القائم بالأعمال في السفارة البلولندیة لدی طهران، ویتشخ أونلت، وأبلغته احتجاج إیران علی تنظیم مؤتمر وارسو.

بولندا قاعدة للناتو

في السياق، رأى عباس علي كدخدائي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المتشددون ويخضع لإشراف المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، إن "(الرئيس الأميركي دونالد) ترمب يريد أن يحول بولندا إلى قاعدة مهمة للناتو يطلق عليها حصن ترمب".

وقال كدخدائي في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" إن "هناك عقداً بقيمة 4.7 مليار دولار لشراء منظومة دفاعية (باتريوت) بين بولندا وأميركا".

وأضاف أن "بولندا تريد أيضاً استبدال شراء الغاز الطبيعي من أميركا بدلاً عن الغاز الروسي بدءاً من عام 2022".

ورأى كدخدائي أن هذه هي الأسباب التي جعلت أميركا تختار بولندا لهذه القمة التي تحاول فيها حشد القوى الدولية ضد إيران، حسب تعبيره.

أما أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، فاعتبر قمة وارسو بأنها "مؤتمر أمني" وعلق على إعلان بومبيو قمة بولندا، بالقول إن "هذا الذي يتحدث عن عقوبات و ممارسة الضغوط في أعلى مستوى وعندما يصل الأمر به إلى عقد ملتقى ومؤتمر هذا يدل على أنه فشل"، حسب تعبيره.

أما نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، فاعتبر مؤتمر وارسو استمراراً لما وصفها الحرب الاقتصادیة الأمیرکیة ضد إیران وقال إن "هدف أميركا في هذه الظروف الراهنة هو السعي وراء زرع اليأس بين الشعب الإيراني".

مقاطعة بولندا ثقافيا

وبلغت المواقف الإيرانية الحادة إزاء وارسو إلى المقاطعة الثقافية حيث أعلن وكيل منظمة السينما الإيرانية إلغاء أسبوع السينما البولندية في طهران الذي كان من المقرر عقده الشهر المقبل.

كما شنت وسائل الإعلام المحافظة هجوماً على الحكومة البولندية، حيث دعت صحيفة "صبح نو" إلى موقف حاسم من قبل وزارة الخارجية واقترحت طرد السفير البولندي من إيران.

أما صحيفة "همشهري" الحكومية فوصفت القمة بـ"استعراض وارسو"، ونقلت تصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي اعتبر هذه القمة "عاراً" على بولندا.

القمة تشبه مؤتمر "غوادلوب"

بدورهم، رأى ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل بأن قمة وارسو يمكن أن تكون مثل مؤتمر "غوادلوب" الذي عقدته أربع قوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، في جزيرة غوادلوب من 4 إلى 7 يناير 1979 حيث ركزت المناقشات على الأزمة السياسية الإيرانية قبيل رحيل الشاه حيث قالوا إن قرار الإطاحة بالشاه اتخذ في هذا المؤتمر وربما هذا يفسر سبب القلق العميق واستفزاز المسؤولين الإيرانيين.