+A
A-

النسخة العاشرة من "فن أبوظبي" تختتم فعالياتها

يختتم معرض "فن أبوظبي"، والذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، فعاليات نسخته العاشرة نهاية الشهر الجاري، حيث تستمر سلسلة برنامج "آفاق" وبرنامج "دروب الطوايا" حتى 26 يناير، والتي مثلت امتداداً للمعرض الفني الرائد عقب ختام فعالياته في منارة السعديات نوفمبر الماضي.
وأتاحت سلسلة برنامج "آفاق: الفنانون الناشئون"، والتي تم تنظيمها على مستوى الدولة، منصة فريدة لفنانين عالميين ومحليين حيث عرضت إبداعاتهم وتصاميمهم في مختلف أنحاء الإمارة في إطار فعاليات المعرض الفني السنوي. وأشرف على البرنامج الفنان الإماراتي الشهير محمد أحمد إبراهيم، حيث عرض مجموعة أعمال لعدد من الفنانين الإماراتيين المبدعين وهم تقوى النقبي، وظبية الرميثي، وأحمد سعيد العريف الظاهري، وذلك في منارة السعديات وبجوار قلعة العانكة في مدينة العين، ما أتاح  للفنانين الإماراتيين الثلاثة فرصة فريدة لعرض أعمالهم الفنية نتاج رحلة بحثية مع محمد أحمد إبراهيم.
كما يستمر برنامج "آفاق: تكليف الفنانين" باستقبال هواة الفن الذين يتوافدون لرؤية إبداعات كل من الفنان عمران قريشي في قلعة الجاهلي وواحة العين، ومعتز نصر في قلعة الجاهلي، وعمار العطار في قصر المويجعي، لاستقطاب زوار جدد من محبي الفنون إلى هذه المواقع التاريخية في العين عبر عرض أعمال هؤلاء الفنانين المشهورين.
ومن جهة أخرى، يختتم برنامج "دروب الطوايا" فعالياته للعروض الفنية الأدائية يوم 26 يناير، والتي سلطت الضوء على العلاقة بين الفنون الأدائية والتكنولوجيا كدافع أساسي لدعم تطوّر الفنون، وتقديم أدوات جديدة للتعبير الفني. واستضاف البرنامج، بالتعاون مع عدّة شركاء في أبوظبي، مجموعة واسعة من عروض الأداء الفنية والتفاعلية الفريدة، بالإضافة إلى تقديم العديد من الإنتاجات الجديدة وأعمال فنية من أرشيفه في مواقع ووجهات فنيّة مختلفة في أرجاء الإمارة.
سيحظى الزوار لغاية 26 يناير بفرصة قيّمة لاستكشاف مجموعة متميزة من عروض الأداء الفنية المعاصرة والجوالة، ومنها عرض ’هيتروتوبيا- أبوظبي‘ لأكيرا تاكاياما، والذي يقام لأول مرة يومياً بين الساعة 5 عصراً و9 ليلاً. وقد انطلق العرض في طوكيو عام 2013، وتم تطويره في مدنٍ عديدة في شتى أنحاء آسيا وأوروبا ليتطرق إلى مواضيع مثل الهجرة واللجوء واللغات والطعام. وقد تم تصميم تطبيقٍ قابلٍ للتنزيل على الأجهزة المحمولة من أجل النسخة الخاصة بأبوظبي من العرض، ليأخذ الزوار في رحلة إلى 6 وجهات موزعة على أنحاء مختلفة من الإمارة ابتداءً من المجمّع الثقافي، ويسرد التطبيق عند الوصول إلى  كل وجهة حكايةً كان يُحتمل أن تكون قد حدثت في هذه النقطة. وهذه الحكايا من خيال ستة من الكتّاب والشعراء المحليين والعالميين، الذين تم تكليفهم بمهمة كتابة نصوصٍ مستوحاة من هذه المواقع، حيث قاموا بصياغتها بكل عناية في أجواء خيالية تستكشف مواضيع متنوعة.
أما مشروع ’ريموت أبوظبي‘، فهو يتمتع بطبيعة متعلقة بالمكان ومن إنتاج مجموعة الفنانين ’ريمني بروتوكول‘، وكان قد ظهر للمرة الأولى في دورة عام 2015 من ’دروب الطوايا‘. ويتم تقديم نسخة 2018 بالتعاون مع مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي.

تناقش تجربة ’ريموت إكس‘ النوعية دور الذكاء الاصطناعي الذي بات واقعاً وشيكاً في مدن المستقبل، حيث تتعامل مع العالم كما لو أنه مختبر، وتم تقديمها في 24 مدينة حول العالم من الأمريكيتين إلى أوروبا وروسيا والهند. ويجوب المشاركون في ’ريموت أبوظبي‘ الإمارة سويةً سيراً على الأقدام، ليتبعوا تعليمات تصلهم عن طريق السماعات بحثاً عن مواقع مألوفة وغير مألوفة كما لو أنهم في مشهد من فيلم خيال علمي.
شهد هذا العام أيضاً عودة العرض التفاعلي ’خمس محاولات للحديث مع كائن فضائي‘ الذي كان قد تم تكليف الفنانة آنا ريسبولي به للمرة الأولى في دورة عام 2016 من ’دروب الطوايا‘. ويتم تقديم نسخة هذا العام الخاصة بأبوظبي بالتعاون مع’معرض421‘، إذ تدعو ريسبولي الجمهور إلى استعراضٍ على متن قارب يشق طريقه على مقربة من سواحل المدينة، وهي فرصة منقطعة النظير للمشاركة في خمس محاولات جماعية للحديث مع "كائن فضائي".

يمثل هذا العمل دعوةً مفتوحةً للتعرف عن كثب على الأماكن والأشخاص عبر النظر إلى المدينة بأساليب مختلفة وغير معهودة، حيث يتم التعبير عن المسافة من خلال الزمان والمكان، ويقام العرض الأخير يوم السبت 26 يناير.

أماالعرض التفاعلي "تضحية" للفنان ميرو كويزومي فيوظف تكنولوجيا الواقع الافتراضي بهدف إتاحة تجربة فريدة لعيش معاناة شخص آخر بالكامل، حيث يعيش المشاركون التجربة من وجهة نظر شاب عراقي عانى من ويلات الحرب في قريته عندما كان صغيراً، ليختبر المشاركون مجموعة من المواضيع المعقدة مثل مفاهيم السلطة على مستوى العائلة والدولة، والأخذ والجذب بين المشاعر المزيفة والحقيقية، والصراع بين الواجب والرغبات.

 وأخيراً يأتي العرض التفاعلي "أوتوموبيل 2" للفنان جو نعمة يوم الخميس 24 يناير بين الساعة 7 و8 مساءً على كورنيش أبوظبي؛ حيث يدعو نعمة الأهالي في هذا الأداء الحي إلى استعراض سياراتهم التي تتمتع بمنظومات صوتية عالية الأداء، ومن ثم وصلها سوية لتكوين شبكة موحدة. ويتم تدوير محركات السيارات وتشغيل مكبراتها الصوتية في آن معاً، لبث تسجيلات ميدانية متزامنة وأخرى من تأليف الفنان.

وقد أشرف القيم الفني من بروكسل طارق أبو الفتوح على تنسيق برنامج "دروب الطوايا" للدورة السادسة على التوالي. وتشتمل مجموعة أعماله للتقييم الفني على "بينالي الشارقة التاسع" (عام 2009)؛ و"لئلا يلتقي البحران"، في متحف الفن الحديث بوارسو (2015)؛ ومشروع "وقت خارج الزمن"، في "مؤسسة الشارقة للفنون" و"المجمع الثقافي الآسيوي" بغوانغجو (2016)؛ و"أسير عاشق" (2017) و"طقوس الإشارات والتحولات" (2018) في "متحف الطوب الأحمر للفنون" في بكين.