العدد 3755
الجمعة 25 يناير 2019
banner
ابنتي الصغرى سألتني عن مستنقع “الدوار”
الجمعة 25 يناير 2019

سألتني ابنتي الصغرى “11 سنة” سؤالا امتص رحيق العبير من وجهي، وجعلني لا أميز بين الألوان والأحجام وهو... (ما الذي حصل في البحرين حينما كان عمري 4 سنوات أي في 2011، أشاهد فيديوهات مخيفة في أرشيف اليوتيوب، إرهاب وقتل ومؤامرة لقلب نظام الحكم واعتداءات وحشية على رجال الشرطة، وما هي قصة الدوار؟).

قد يرى البعض أن الأمر بسيط وسهل للغاية ولا يستحق كل هذا الانفعال، أما أنا فأرى العكس، وكنت متوقعا في يوم من الأيام أن “لعيال” سيكبرون وستستدعي الظروف إخبارهم عن الحقيقة بإجابات مقنعة وصادقة، خصوصا في هذا العصر الذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي أهم بكثير من أسعار العقارات وأسواق المناخ، ومن يحاول أن يخبئ الحقيقة وقت السؤال سيتعالى الدمار على وجهه، إذ لا يمكن إخفاء الحقيقة ومستنقعات حضيض “الدوار” وما فعلته تلك النماذج الخائنة والعميلة التي أرادت لهذا الوطن الجميل الفرقة والتشرذم بمساعدة ملالي طهران والمنجمين الأميركان وعلى رأسهم المعتوه باراك أوباما وفريق حكومته آنذاك.

ما جعل الفرح يسري في عروقي وأنا أسرد ما حدث لابنتي قناعتها التامة ويقينها دون أية إملاءات بأن القضية لا تتعلق لا من قريب أو من بعيد بالطائفة، إنما بجماعة اختارت طريق الدمار والخراب وأصبحت عدوة لنفسها قبل أن تكون عدوة للوطن، جماعة تعالى غيها وحقدها على البحرين وبثت سموم الطائفية والفتنة والتطرف كثيرا، ولعبت بالوطن وتسببت في هلاك الكثير من العلاقات بين الناس.

لقد كشفت المعتدين على وطني البحرين ومن يوالي إيران وكشفت أيضا كيف تم استغلال الأطفال في مثل سنها في الحقارات السياسية والزج بهم في أتون الإرهاب والتخريب.

لم أغفل أي جانب من تلك المؤامرة السوداء التي تعرضت لها البحرين إلا وأطلعت ابنتي عليه، فمن حقها معرفة التاريخ أكثر مما هو مدون في المناهج الدراسية، ومن حقها أن تعرف تماما كيف كان يتطاير إرهابهم في الهواء وجريهم المسعور وراء نظام الملالي في إيران. لقد بلغت الأمانة وأنا مرتاح الضمير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .