العدد 3756
السبت 26 يناير 2019
banner
البحريني “عايش في لهطة”
السبت 26 يناير 2019

سنوات طويلة وثقيلة مضت بلياليها وأيامها وساعاتها ودقائقها وثوانيها والبحريني لم يهدأ ولم يذق طعم الراحة والاطمئنان على الكثير من الأمور الرئيسة في حياته، وعلى رأسها رزقه، فبين كل فترة قصيرة وأخرى يتفاجأ بخبر صادم من هذه الجهة الحكومية أو تلك وبقية “التكلكد” يأتي تباعا.

فمنذ “المردويسة” الأولى قبل كم سنة التي عانى منها قطاع عريض من شعب البحرين في فترة إجراءات صرف علاوة الغلاء المتواضعة جدا مرورا بحزمة من الضرائب والرسوم على الخدمات وإعادة رفع الدعم وارتفاع سعر لتر البترول وغلاء الأسعار والقرارات التقشفية ومضاعفة قيمة المخالفات المرورية وصولا إلى تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي تأثر منها قطاع عريض من شعب البحرين، لا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة من أحمال وأثقال.

في الآن نفسه تم الإبقاء على رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين دون زيادتها “آردي واحد”، ومن يومها وقلب وفكر البحريني “يجرح” ونفسيته “رايحة وطي من اللهطة والمحاتاة”، كل هذا أضر بعيشة المواطن وأفراد أسرته التي يعيلها.

طالما الظروف الاقتصادية التي يمر بها البحريني بهذه الوضعية المتعبة وطالما المواطن أولا كما يقولون، إذا لماذا تستكثر الحكومة وعلى لسان وزير شؤون المجلسين زيادة رواتب موظفي الحكومة والمتقاعدين بنسبة 20 بالمئة التي تمسك بها النواب كمشروع بقانون لتحسين مستوى معيشة المواطن، خصوصا بعد أن “صكت الجبنات” على الأخير ومضت سنوات طوال لم ينل فيها مثل هذه الزيادات في الوقت الذي أصبحت الحياة المعيشية للبحريني صعبة جدا.

مع الأخذ بالاعتبار ظروف البلد الاقتصادية، وبالمناسبة هي ليست جديدة علينا “كله ما عندهم بيزات وحق اللي يبونه عندهم خير”، كذلك لسنا وحدنا في مثل هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية، فكل دول الخليج العربي مشابهة لنا، في حين شعوبها لم تتأثر كما تأثر جيب البحريني خصوصا صاحب الدخل الشهري الضعيف والمتوسط الذي تضرر ماديا بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.

هناك أسر بحرينية تعيش على المساعدات “وعلى الله وعلى الإسلام”، ولا يعلم بأحوالها المعيشية والحياتية إلا الله وحده، وهناك أسر بحرينية متوسطة الدخل “تتسلف من العاملة” التي تعمل لديها، وهناك قصص معيشية مؤلمة كثيرة تحتاج مساحة كبيرة لسردها.

وعليه لابد أن يكون هناك تحرك سريع بإزاحة الهموم والضغوطات اليومية من فوق كاهل المواطن العادي، وذلك بصرف مبالغ نقدية شهرية بأي مسمى من المسميات، وذلك من المردود المالي الضخم من عوائد ضريبة القيمة المضافة “اللي شلخت الناس... لا بارك الله فيها”.

إن الأمر يتطلب تحركا من الدولة والحكومة معا لتعديل الوضع المعيشي للمواطن بما يتماشى مع المستجدات التي تطرأ أولا بأول. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .