+A
A-

كنائس الموصل تتعرض للنهب.. واتهامات لشركة بريطانية

باتت الصحافة ممنوعة من دخول مدينة الموصل العراقية إلا بعد أخذ تصريح رسمي. فقد منعت السلطات المحلية الصحافة من دخول المدينة القديمة إلا بعد أخذ الموافقات الرسمية للدخول ومن مكتب محافظ نينوى حصراً.

وأتت تلك الإجراءات بعد أن طالت عمليات سرقة وتخريب كنائس ومواقع أثرية مهمة وسط المدينة، أبرزها كنيسة العذراء القديمة (تقع وسط الموصل)، أقدم كنائس الموصل، واتهمت شركة ومنظمة بريطانيتين بعملية التخريب وسرقة مخطوطات وأناجيل قديمة تعود للقرن السادس الميلادي بحسب شهود ومسؤولين حكوميين.

وتعليقاً على الموضوع، أكد نيسان كرومي قائم مقام قضاء الحمدانية السابق (قضاء من أقضية الموصل تسكنه أغلبية مسيحية) للعربية.نت، أن شركة بريطانية متخصصة برفع الألغام دخلت إلى كنيسة الحمدانية، بحجة رفع الألغام والأنقاض، وجرفت أجزاء مهمة من الكنيسة وحفرت قبورا تعود لمطارنة مدفونين هناك، وكذلك فقدت شواخص ومخطوطات أثرية وأناجيل قديمة.

وقال: "نحن كمسيحيين نستغرب طريقة وتوقيت عمليات رفع الألغام بعد مرور سنتين من تحرير المدينة"، متسائلاً: هل تتم عمليات رفع الألغام وسط الكنائس والمناطق الأثرية القديمة بتلك الطريقة؟

من جانبه، أكد لويس مرقس أيوب، نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وجود انتهاكات بحق آثار مهمة وكنائس.

وأضاف: "كنت شاهداً على ما حصل من نهب وسرقة في كنيستي "الطاهرة الجديدة" و"السيدة العذراء" في يوم 2019/1/13، فقد كنت أزور المدينة القديمة لمتابعة توزيع بعض المساعدات التي تقدم للعوائل العائدة، ومنها العوائل المسيحية.

كما أوضح أن الكنيستين تقعان في منطقة حوش الخان وسط حي الميدان، وهي منطقة معروفة بعدد الكنائس الموجودة فيها، ومن ضمنها هاتان الكنيستان اللتان طالتهما عمليات التخريب والسرقة.

وتابع: "كنيسة العذراء القديمة تسمى أيضاً الكنيسة القديمة"، وهي من الكنائس المعروفة لدى المسلمين أيضا من أبناء الموصل لأنهم يزورونها جميعا كمسيحيين ومسلمين وباقي مكونات نينوى".

وأضاف: "تعود تلك الكنيسة للقرن السادس الميلادي، وهي معروفة بطريقة بنائها المختلفة التي تتميز بالزخارف والنقوش".

نبش قبور أيضاً

كما أكد أن عملية تجريف وتخريب طالت كنيسة الطاهرة الجديدة التي تسمى كنيسة "القلعة" المحاذية للكنيسة الأثرية.

وأوضح أن الكنيسة التي تعود إلى القرن التاسع عشر الميلادي وعمرها 200 عام، دمر جدارها بشكل كامل، ونبشت قبور المطارنة المدفونين فيها.

وقال: "عند سؤالنا عن سبب نبش القبر، أكد لنا العاملون في الشركة أنهم يبحثون عن الألغام والمقذوفات أو الأحزمة الناسفة، لكن ما حصل هو تدمير لتلك الآثار"، مشدداً على أن تلك الكنائس تعتبر آثارا عراقية وتحفا معمارية، ولا تخص المسيحيين وحدهم.

محو آثار المسيحيين في الموصل

من جانبه، رأى نوزاد بولس الحكيم رئيس منظمة سورايا للثقافة المسيحية، أن عمليات السرقة والتدمير للكنائس والأديرة المسيحية تبدو للوهلة الأولى عملية منظمة لنزع تراث وآثار المسيحيين من الموصل.

وأكد الحكيم أن كتابا رسميا صدر في العام 201 منع وزارة الصحة والبيئة العراقية دائرة شؤون الألغام، وطالب بإخراج تلك الشركة التي تدعى شركة G4S البريطانية ومنظمة نزع الألغام البريطانية من الموصل لمخالفتها شروط عملها في رفع الألغام في الموصل.

في حين رأى موصليون تحدثت "العربية.نت" إليهم أن سرقة المخطوطات الأثرية والأناجيل من تلك الكنائس والأديرة، امتدادا لما فعلته المنظمات الإرهابية وتنظيم داعش من تدمير لآثار الموصل ومنها مرقد النبي يونس، و المنارةالحدباء و جامع النوري وسط المدينة القديمة، وكذلك متحف الموصل الذي ظهر فيه عناصر من داعش وهم يهدمون بمعاول وفؤوس آثارا تعود للعصور القديمة.

مسؤولية مفتشية آثار نينوى

إلى ذلك، اعتبر قائم مقام تلكيف، باسم بلو أن الموضوع مثير للجدل والحيرة، متسائلاً: "لماذا يتم رفع الألغام داخل المناطق الأثرية دون وجود مختصين في الحفاظ على الآثار".

وأكد بلو أن المسؤولية تقع على عاتق مفتشية آثار نينوى، لكونها المسؤولة عن المعالم الأثرية في المدينة.