طرح رئيس التحرير الأخ العزيز مؤنس المردي في عموده “الحرب الخفية” يوم الثلاثاء الماضي قضية غاية في الأهمية، وتعتبر من المشكلات الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا، وقد تصبح مع مرور الوقت أداة هدم حقيقية وشمسا حارقة تفتك بالأمن والاستقرار بطريقة أو بأخرى، وهي قضية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في بث سموم اليأس والفتن في المجتمع، وإذلال المواطن عن طريق تصوير ونشر فيديوهات محبطة تسحب الدم من العروق، وتوقظ شياطين أعداء الوطن الذين يتربصون بنا في الداخل والخارج، فقد اعتاد البعض خصوصا أصحاب العقول الصغيرة من تصوير وبث فيديوهات في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تأخذ الناس إلى أمواج اليأس والتذمر والإحباط وتصور وضعنا في البحرين بأننا نتربع على قمة المأساة وأننا أكبر مستودع للتجارب.

لا يخلو مجتمع في أي عصر من السلبيات، ولم يحدثنا التاريخ أبدا عن البلدان التي تحولت إلى جنان خضراء إلى الأبد، فكل مجتمع فيه الإيجابيات والسلبيات وخطط مرسومة توضع وخطط غيرها تؤجل وهكذا، وسنة الله في الأرض الابتلاء والامتحان.. نعم.. هناك أوجه قصور في المجتمع ومرارة وشكاوى شأننا شأن أي بلد في الكون، لكن من غير المقبول أن تتحول المسألة إلى درجة من الخطورة، وكما قال رئيس التحرير (هناك رسائل تقلل من مكانة المواطن البحريني من بينها النكات الساذجة السمجة والعبارات المحبطة عن وضع هذا المواطن بهدف خلق صورة سلبية وسيئة عن المواطن، وهناك رسائل أخرى تشكك بالأمن الداخلي عن طريق التخويف والتهويل مع إقحام جنسيات عربية في هذا الموضوع لتشويه سمعة جنسية بعينها وزرع الشك والفرقة).

ولعل أهم ما يلاحظ في هذه الحرب الخفية التي تدمي قلب المجتمع وجود أشخاص تحت مسمى – ناشط اجتماعي - نصبوا أنفسهم قضاء ومحامين ورجال أمن ورجال صحافة وفكر ودين وكل شيء، جعلوا من أنفسهم رئة المجتمع عبر تلك الرسائل المحبطة والسلبية والضارة باللحمة الوطنية، والأغرب أنهم مصرون على السير في خط الإساءة إلى المجتمع والوطن وإمساك المنظار بالمقلوب، لهذا يجب على الجهات المختصة التصدي لمثل تلك الحسابات والأصوات التي تسيء للوطن.