ليس لدى سوريا ميليشيات في الشرق الأوسط تمثل خطراً استراتيجياً في إطار السعي للسيطرة عليه، وإن كان النظام حليفاً للميليشيات الإيرانية... الوضع مختلف تماماً، لذلك كانت أولوية الإدارة الأميركية اتخاذ موقف بالنسبة إلى إيران والحد من نفوذها، مثل محاربة “داعش” تماماً، على أن تتم معالجة النظام السوري في وقت لاحق، لأن معالجته أسهل من معالجة الملف الإيراني.
وبحسب المصادر، فإن سوريا لا تمثل أولوية أميركية، حتى أنه على الرغم من الأولوية الإيرانية، لكن أيضاً فإن هدفها الحد من نفوذها وسلطتها في الشرق الأوسط، لا يتضمن خطة واضحة مع تفاصيلها، وفي الأساس لم تضع بعد الإدارة خطة لطريقة تعاملها مع الأزمة السورية.
الفرق في انعدام وجود الخطتين هو أن إسرائيل أولوية، ومحاربة واشنطن لإيران لها علاقة بهذه الأولوية، في حين أن النظام السوري ضعيف على الرغم من استمراريته، وحزب الله في سوريا يعاني، والنظام ليس خطراً على واشنطن ولا على تل أبيب، لذلك كان التركيز على إيران.
وعلى الرغم من قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، إلا أن الأمر لن يغير موقف واشنطن من التركيز على العملية السياسية للحل، ولعدم إضفاء شرعية على الأسد، والإدارة التي مضى على تسلمها نحو سنتين، لم تقم في المنطقة أو في ملف إيران وسوريا بخطوات أساسية، سوى العقوبات المالية على إيران.
كل الإدارات الأميركية تأخذ وقتاً لبلورة سياستها الخارجية، لكن هذه الإدارة ستستغرق أضعاف الوقت المعروف، نظراً لعدم استكمال التعيينات الإدارية، والتخبط الداخلي، والوضع السوري حتى الآن متروك وفق معادلة أن الإدارة لا ترغب بنزاع مع الروس حول سوريا، لكنها تضغط في التمويل، بمعنى أنها لن تساهم في إعادة إعمار سوريا أو تطلق هذه المساهمة دولياً، إلا بعد الانتهاء من الحل السياسي. “المستقبل”.