العدد 3765
الإثنين 04 فبراير 2019
banner
العمل الوطني وخدمة المواطنين لا يحتاجان إلى “فيديوهات”
الإثنين 04 فبراير 2019

الأيدي الممدوة لتعمير الوطن في شتى المجالات والعطاء والبذل من أجل السير قدما بهذا الوطن نحو آفاق الرقي والازدهار، أمور لا تحتاج إلى تصوير “فيديوهات” ونشرها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي كما يفعل بعض السادة “النواب وأعضاء المجالس البلدية”، فقد دخلت علينا موضة هذه الأيام وهي قيام بعض النواب وأعضاء المجالس البلدية بتصوير أنفسهم ميدانيا ليكونوا محط أنظار الناس، ويبينوا أنهم يعملون ويبذلون جهودا كبيرة وملموسة ويهتمون بتفاصيل الحياة اليومية للمواطنين، فالبلديون يصورون العمال وهم يشتغلون في الأحياء السكنية، رصف، نظافة... إلخ، ليبرهنوا أنهم يعملون ولهم مساهمتهم الفعالة في عملية البناء، ثم ينشرون “الفيديو” في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، أما بعض السادة النواب فلديهم بعض التطوير والتجميل، حيث ينشرون مداخلاتهم في جلسة النواب أيا كانت، ليقولوا للناس نحن صادقون في عملنا ومخلصون وجادون في أقوالنا، فالجميع يتسابق على نشر الفيديوهات وفي كل مناسبة وكأن الحال يقول... نحن لا نكون شيئا بدونها.

نقول للبلديين، عملكم على تطوير المرافق والتجهيزات والبنى الأساسية في الأحياء واجب، ولستم بحاجة إلى رسم معين يزين غلاف عملكم والمشي في دروب “الشو” عبر تلك الفيديوهات التي تنشرونها وتبعثونها لأبناء الدائرة، فهذا الفكر تراكمت عليه مع الأسف ترسبات سلبية، وأي مراقب ومتابع لحركة الحياة في جوانبها المتعددة يعرف من الذي يعمل بعزيمة صادقة ومن الذي لا يعمل ويتحدث دائما بمنطق العضلات القوية الصلبة، أما بعض السادة النواب فنقول لهم إن الذي يعمل من أجل المواطن بلا كلل أو ملل وبإخلاص وتفان وعطاء لا يحتاج إلى “دعاية” ومقاطع فيديو منتقاة محدودة الفائدة، فتحمل المسؤولية الوطنية وتنفيذها بأمانة تامة وخدمة المجتمع لا تحتاج إلى استكشاف حالات جديدة من الدعاية والوقوف على المسرح.

خدمة الوطن والمواطنين بكل أمانة وإخلاص واجب مقدس ولا يحتاج إلى دعايات وظهور في وسائل التواصل الاجتماعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .