+A
A-

"سيرن في البحرين" ضمن موسم مركز الشيخ إبراهيم

ينظّم مركز ابحث المتفرّع من مركز الشيخ إبراهيم بن محمّد آل خليفة للثقافة والبحوث، وبالتعاون مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN)، المعرض الأوّل في الشرق الأوسط (سيرن في البحرين) وذلك في عمارة بن مطر في المحرّق، إذ يفتتح المعرض أبوابه السابعة مساء يوم السبت الموافق 9 فبراير 2019م، ويستمر حتى 8 مايو المقبل.
يقدّم المعرض للزائر رؤية لعالم الجسيمات الأولية والقوى الأساسية وأسرار الكون. ويتميز العرض بصورة ثلاثية الأبعاد لمصادم الهادرون الكبير (LHC) -أكبر وأعقد أداة علمية في العالم – كما يتميّز بصورة لكاشف الجسيمات الأوّليّة (CMS) تعادل الحجم الحقيقي على أرض الواقع.
يستطيع الزائر خلال زيارة المعرض استكشاف مسألة الكون بعدة طرق مثيرة: من خلال مشاهدة فيلم عن تاريخ الكون وتكوينه، ومن خلال لعبة تفاعلية لتسريع وتصادم البروتونات، بالإضافة لعدد كبير من الشاشات التفاعلية، وعن طريق التجوّل في المعرض ورؤية الملصقات التي تظهر جوانب عديدة من CERN.
بهذه المناسبة، أعربت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم عن اعتزازها بأن يستقبل المركز الأهلي المعرض العلمي الأوّل للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في الشرق الأوسط ضمن رؤية مركز الشيخ إبراهيم في تعزيز البحوث الذي يكمّل المهمة الثقافيّة له، وما أثمره التعاون البنّاء بين مركز ابحث المتفرّع عن المركز ومركز سيرن الأوروبي، كما شكرت معاليها كل القيّمين على هذا التعاون من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية والقائمين على الإعداد العملي واللوجستي للمعرض، ودعت المعاهد العلمية والطلاّب والمهتمين إلى زيارة هذا المعرض العلمي الذي يستمر طيلة مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام.
ومن الجدير بالذكر أن سيرن "المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية" هي أكبر منظمة بحثية في العالم لدراسة أصغر مكونات المادة الأساسية للكون. وقد قامت المنظمة ببناء وتشغيل مصادم الهادرون الكبير (LHC)، وهو أكبر أداة علمية في العالم وأكثرها تعقيدًا. وهي عبارة عن مسرّع للجسيمات على الحدود الفرنسية السويسرية بالقرب من جنيف.
توظّف سيرن 2500 شخص، تضم في عضويتها 22 دولة و8 دول أعضاء منتسبة.  يعمل فيها أكثر من ثلاثة عشر ألف عالِم ومهندس من أكثر من 100 دولة. في سيرن السويسري، يقوم الخبراء ببناء وتشغيل أجهزة الكشف عن الجسيمات، مع أخذ البيانات وتحليلها باستخدام شبكة حوسبة عالمية للدول الأعضاء منتشرة في جميع أنحاء العالم.
إذا عدنا لتاريخ إنشاء المنظمة، يمكننا العودة لعام 1949م، حيث اقترح الفيزيائي الفرنسي والحائز على جائزة نوبل، لويس دي برويلي، فكرة "مختبر العلوم الأوروبي".  في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كان الفيزيائيون الأوروبيون حريصين على إنشاء مشروع علمي وثقافي مشترك أكبر من قدرة بلد واحد على توفيره. تحت رعاية اليونسكو، تمّ تأسيس (المجلس الأوروبي للبحوث النووية) سيرن في عام 1954، بهدف إجراء البحوث الأساسية في الفيزياء النووية والجسيمات، ونشر جميع النتائج والبحوث وجعلها متاحة للجميع.
الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، هو فهم لأصل وطبيعة الكون. وهكذا تمّ اكتشاف اللبنات الأساسية والذي يوضح كيفية تطور المادة من الحالة الكثيفة الساخنة والتي كانت موجودة للكون المبكر لتصبح المجرات والنجوم والكواكب التي نراها اليوم من حولنا. لتحقيق هذا الهدف، توفر سيرن مجموعة فريدة من مرافق التسريع التي تجعل البحوث في طليعة المعرفة البشرية. وفي سيرن يتم تدريب الآلاف من العلماء والمهندسين الشباب.  
يأتي العلماء من أكثر من 100 بلد إلى سيرن لمتابعة هدفهم المشترك في المعرفة، فيتنوّع الأشخاص من جميع أنحاء العالم ويتوحّدون في لغة العلم العالمية على مر السنين. تفتح المنظمة أبوابها للمجتمعات العلمية في جميع الدول، متغلبة على الحواجز السياسية إن وجدت. سيرن يبقى نموذجا للتعاون العلمي في أوروبا، وقد أدى إلى ظهور برامج ذات أهداف تتعلق بعلم الفلك وعلم الأحياء. كما يعتبر مركز ابحث المتفرّع عن مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث أول مركز في الخليج العربي والشرق الأوسط متخصص في فيزياء الجسيمات الأولية  يتعاون مع سيرن من أجل إقامة فعاليات علمية من بحوث وورش عمل ومؤتمرات متخصّصة في مجال الجسيمات الأولية في المنطقة.