+A
A-

الاستشاري المحروس لـ "البلاد": السكري يسبب العجز الجنسي للرجال والنساء

كشف استشاري أمراض السكري فيصل المحروس أن الدراسات الحديثة والمنشورة في المجلات الطبية المحكمة حول العالم أكدت أن العجز الجنسي أصبح من أخطر مضاعفات داء السكري، مشيرا أن آخر الإحصاءات الطبية بينت أن السكري يصيب أكثر من 300 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم. ومن المرجّح أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول العام 2030 إذا لم تُتخذ أيّة إجراءات للحيلولة دون ذلك.

زيادة مرضى السكري

وأوضح الاستشاري المحروس في تصريحات لـ "البلاد"، تؤكد الدراسات أن زيادة أعداد مرضى السكر على مستوى العالم يرجع إلى التوتر وعدم ممارسة الرياضة والتاريخ العائلي والأمراض المصاحبة مثل: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم والعادات الغذائية الخاطئة، مبينا أن الإصابة الطويلة بالسكري تؤدي إلى انخفاض التوصيل الشرياني للدم للأعضاء، فتتأثر بصورة كلية أو نسبية.
أما المرضى الذين لديهم انضباط في نسبة السكر بالدم وكذلك المصابون بالسكري حديثا يكون احتمال إصابتهم بالعجز التام أقل بكثير، مشددا أن الدراسات العلمية أكدت أن الضعف أصبح من أخطر مضاعفات داء السكري لما يترتب عليه من مشكلات نفسية واجتماعية، وتهديد للأمان الأسري.
وفي رده على سؤال حول كيف يؤثر داء السكري على القدرة، ويؤدي في النهاية إلى الضعف، وهل وهو يختص بالذكور فقط، وكيف يمكن الوقاية منه لدى مرضى السكري، رد الاستشاري المحروس لا يكاد يوجد بيت في الوقت الراهن في البحرين والعالم، إلا ويوجد فيه شخص يعاني مرض السكري. وتعد البحرين ودول مجلس التعاون هي من أكثر دول العالم انتشارا بمرض السكري، حيث تبلغ نسبة انتشار هذا المرض بالبحرين نحو 25 % بعد سن الثلاثين من العمر، مشيرا وترجع الأسباب في ذلك إلى النمط الحياتي السلبي الذي أصبح عليه الفرد البحريني، إضافة إلى العوامل الوراثية.
وأضاف المحروس، تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة المصابين بالضعف نتيجة مرض السكري، وأن الإصابة بالضعف تحدث نحو 10-15 سنة مبكرا عن باقي المرضى، وأن أكثر من 50 في المئة ممن هم فوق سن الخمسين، مصابون بالسكري ، وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر، وتصل إلى 90 في المئة بعد سن السبعين.

عدم التشخيص

وأوضح ، مما يزيد الأمر تعقيدا هو أن عددا كبيرا من المصابين بالضعف لا يفصحون عن حالتهم للطبيب المعالج، مما يؤخر فرصة التشخيص والعلاج في مرحلة مبكرة، وهذا الأمر يمكن أن يترتب عليه ضغط نفسي وتوتر واكتئاب وعدم ثقة في النفس، مما يعكر صفو الحياة الزوجية ويؤدي إلى التفكك الأسري، وأن كثيرا من الرجال يلجأون إلى استخدام مستحضرات غير طبية في محاولة منهم للتغلب على هذه الحالة، ومن أكثر هذه المستحضرات شيوعا الأقراص وكريمات التحفيز وبعض الأعشاب، مردفا أن هذه –بلاشك- سلوكيات خاطئة، حيث إن بعضها قد يشكل خطورة على الصحة لما يسببه من آثار جانبية غير موثقة علميا.
وأوضح الاستشاري المحروس، ومن هذا المنطلق يأتي دور التثقيف الصحي للأسرة، خصوصا  الزوجة، حول أهمية تشجيع ودعم المصاب بالضعف على طلب الاستشارة الطبية، والحصول على العلاج ألمبكر؛ لان هنالك عدة عوامل قد تتسبب في إصابة مريض السكري بالضعف، ومنها تأثيره على الناحية النفسية للمريض، حيث يشعر المصاب بالإحباط والاكتئاب نتيجة الإصابة بالمرض، فيربط حدوث المرض بالضعف، كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يسبب تلف الأوعية الدموية للأعصاب، وقد يؤدي أيضا إلى خفض هرمون الذكورة، كما أن بعض الأمراض المتلازمة مع داء السكري كالسمنة، ارتفاع ضغط الدم، اعتلال وظائف الكليتين وارتفاع الكولسترول بالدم، قد تؤدي إلى تصلب الشرايين المغذية التي تسبب الضعف. كما يعتبر التدخين من الأسباب الجوهرية للعجز لما يسببه من ضيق في الأوعية الدموية.
وبين المحروس أن العجز للرجال. يعرف بضعف القدرة على القيام بالعملية، ويعتبر حاليا من أكثر المضاعفات لمرض السكري.

النساء والعجز الجنسي

وحول العجز لدى النساء، أوضح المحروس أن المرأة المصابة بداء السكري تعاني أعراض الضعف، ولكنه يكون بدرجة أقل من معاناة الرجل، وتأثير السكري على الناحية النفسية للمصابة.
وللوقاية والعلاج من الضعف الذي يسببه مرض السكري، دعا المحروس إلى ضبط نسبة السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية والمتابعة مع الطبيب المعالج بانتظام، فقد ثبت أنه يساهم بشكل كبير في منع أو تقليل فرص العجز، واستقصاء الأسباب الثانوية للضعف عن طريق عمل بعض الفحوصات الطبية، والامتناع عن التدخين، والاهتمام بالجانب النفسي، والابتعاد عن عوامل القلق والتوتر ومشاركة الزوجة في العلاج وتفهمها للضغوط النفسية والأنماط الحياتية التي أدت إلى ذلك، مع مزاولة الرياضة وتناول غذاء صحي متوازن وإنقاص الوزن إذا كان زائدا، فالسمنة قد تقلل من إفراز هرمون الذكورة بالجسم، وقد تؤدي إلى الضعف، مع استخدام أدوية الضعف حسب وصفة الطبيب، مع التأكيد على أنها لا تستخدم إلا بإشراف طبي مباشر.
وبين الاستشاري المحروس أن هناك الكثير من الأدوية التي يمكن استخدامها مع حالات الضعف، وأكثرها شيوعا الأدوية التي تستخدم عن طريق الفم، وأنواعها كثيرة، ولكن الاستشاري هو الوحيد الذي يستطع تقديم الدواء المناسب لمرضى السكري، لافتا إلى ضرورة الابتعاد عن الأدوية التي يتم الترويج لها في بعض مواقع التواصل، والتي قد تكون غير ملائمة لمرضى السكري، وتؤدي إلى مضاعفات وخيمة جدا عليهم.