العدد 3774
الأربعاء 13 فبراير 2019
banner
لماذا لا يستطيع تلفزيون البحرين تجديد نفسه
الأربعاء 13 فبراير 2019

لا أعرف إلى متى سيبقى الإبداع يلطم خده ويجهش بالبكاء في تلفزيون البحرين الذي يسير حسب اعتقادي بدون دراسة علمية وأرضية حقيقية يتحرك عليها، فلا تزال المادة الإعلامية والثقافية لا تلبي الطموحات ودون المستوى ومعظم البرامج يغلب عليها الطابع الحواري المكرر دون أية متعة أو إضافة وسمات جديدة.
تلفزيون معزول عن الركائز الأساسية للإبداع والمنتجات الثقافية ويتصف بخمول غريب ويطن في آذان المشاهدين ببرامج تدخل علينا الغم والسأم، ويغرقنا خلال يوم واحد ببرامج توجع الرأس وترفع ضغط الدم.
حاولت متابعة مختلف برامج التلفزيون وتدفق الصور المتزايدة والمتباينة، لكنني – كمشاهد – أكاد أرثي الجهد الذي بذل في بعض البرامج ومقدميها إلا ما رحم ربي، ولعل الشيء المهم واللافت في تلفزيون البحرين غياب قسم الدراما كليا – موجود بالاسم فقط -، رغم ارتفاع صوت الفنان والمبدع ولكن لا مجيب، في حين أن الدراما تعتبر اليوم من أهم الوسائل التي تجذب المشاهد العربي، وعن طريق الدراما يمكن تقديم المفاهيم السياسية والاجتماعية التي نريد توصيلها إلى المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج، وفي كل مرة يقول المشاهد... متى يستهلك ويستثمر التلفزيون في الدراما ويبتعد عن اسطوانة العجز في الميزانية والمدفوعات.
لماذا لا يستطيع تلفزيون البحرين تجديد نفسه وأن يكون أكثر قربا من المشاهد العربي؟ لماذا لا يحاول التلفزيون الحصول على أكبر عدد من الدرجات بدل هذا الوضع والوجه الصامت؟ لماذا لا تدب الحياة في البرامج الثقافية وبرامج الأطفال بعد أن تم ركنها على الرفوف وأصبحت مغطاة بأردية النسيان؟ كل برامج الأطفال في مختلف الفضائيات تلقى عناية هائلة وتطويرا مستمرا باستثناء تلفزيون البحرين الذي تحول إلى منصة للبرامج الحوارية فقط لا غير.
إلى متى سيبقى التلفزيون معزولا عن المشاهدين بمختلف التعابير والمفاهيم، ومع خالص تقديرنا للقائمين على التلفزيون حبذا لو قام تلفزيون البحرين بعمل استفتاء أو نوع من أنواع الاستبانات لمعرفة اتجاه البوصلة بدل العيش بعيدا عن الضوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .