العدد 3781
الأربعاء 20 فبراير 2019
banner
الفضاء العربي مليء بالسموم ومحرقة مفتوحة
الأربعاء 20 فبراير 2019

مازالت القنوات الفضائية التي يمولها النظامان القطري والإيراني تتعاون تعاونا تاما مع أجهزة الإعلام الصهيونية، فتنشر أكاذيبها وتذيع تلفيقاتها ، ولا غريب في ذلك فقد وضح لكل ذي عين أن النظام القطري لم يقم إلا بتعاون صهيوني إيراني لتحقيق أهدافه الخبيثة وأولها تفتيت الأمة العربية وسكب دمائها على دفاتر الغرام والحقد الصفوي، وقد استوقفتني جملة قالها وزير شؤون الإعلام علي الرميحي في حديثه لجريدة “اليوم السعودية” وهي: (86 % من القنوات العربية التي يبلغ عددها 1122 هي قنوات خاصة يغلب عليها تأثير المال السياسي أو الاعتبارات الطائفية والمناطقية أو البعد التجاري، بخلاف الحسابات الوهمية والموجهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف لنشر الفوضى وتهديد الأمن القومي العربي دون ضوابط مهنية أو أخلاقية).
هذا يعني وبخط عريض أن الفضاء العربي مليء بسموم وقبور ونيران تحيط بنا من كل مكان، محرقة مفتوحة تكتسح تراب الأمة العربية الطاهر بالتشويه والتزييف والتخريب، ونحن مازلنا نتابع بالتفاصيل ما يحدث دون أن نأخذ في الاعتبار المهمات والتنوع في الأهداف التي ترمي لها تلك القنوات التي تعرض ولفترة طويلة أساليب عديدة ومتنوعة من الأكاذيب، آخرها قصة الإرهابي الهارب حكيم العريبي، حيث كثرت الاجتماعات والندوات وحركة النشاط غمرت كل تلك القنوات لخلق مظهر وحيد كاذب لتشويه صورة بلادنا وإعطاء الجدية والحماس لدكاكين منظمات حقوق الإنسان المبعثرة في أحشاء المجتمعات الأوروبية للثرثرة “والترزق”.
الوزير الرميحي قال “إن تلك التحديات تتطلب تبني سياسات وطنية واستراتيجية عربية موحدة للإعلام الإلكتروني، وتعزيز استفادة وسائل الإعلام التقليدية من تقنيات الإعلام التفاعلي، وتفعيل حضورها في الفضاء الإلكتروني وبث الأخبار والحقائق والمعلومات بسرعة ودقة ومصداقية لمواجهة سيل الشائعات والأكاذيب وحملات التضليل الإعلامي”.
بدون شك إن موضوع دور الإعلام في تحقيق حصانة المواطن والوطن العربي عموما سيبقى من المواضيع شديدة الارتباط بالأمن والاستقرار، ولابد أن نتعامل بالشكل أو الحجم أو الأسلوب، ولا يجب أن نكتفي بحالة الدفاع بل نطورها إلى حالة الاختراق نحو القلب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .