العدد 3782
الخميس 21 فبراير 2019
banner
قصص‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية
الخميس 21 فبراير 2019

قبل عامين تقريبا شرفت بإجراء لقاء صحافي مع الشاب حسين علي، متناولا ملامح تجارته الجديدة في تصميم وصناعة مقطورات صناعة وبيع الأطعمة المختلفة.

وأكد لي حسين ببداية اللقاء عزيمته في النجاح، وفي إقناع الشباب البحريني بالنزول للشارع، والعمل بهذه التجارة الجديدة، مؤكدا بأن سوقها واعدة ومربحة، ومضمونة.

بعدها، توثقت علاقة الصداقة بيننا، فأصبحت التقيه بين الحين والآخر؛ لشرب القهوة، وتبادل أطراف الحديث عن مستجدات الحياة، وكنت ألحظ عليه الإحباط في بعض الأحيان؛ بسبب تعثر بيع المقطورات، وأذكر بأنه قال لي ذات مرة “الحال ليس كما تتنماه النفس يا بوخالد”.

في المقابل، وفي العام 2009 أجريت لقاء صحفيا آخر مع الشاب عادل السهلاوي، والذي كان في بدايات العمل بصناعة المنتوجات الجلدية.

وواجه السهلاوي عثرات كثيرة، كأي شاب يشق طريقه عصاميا من الصفر، أهمها محدودية الذائقة العامة لمشتقات الجلود، وصعوبة الحصول على المواد الخام في السوق المحلية، وشح الميزانية الكافية لهذا العمل.

لكن المميز في عادل، هو الإصرار والصبر، والمهارة في العمل، فهو يصنع كل شيء بدرجة عالية من الاتقان، بدءا من سروج الخيل، مرورا بالمعاطف، والحقائب، وحافظات الهواتف واللاب توب، والأحذية، والقبعات، والأحزمة وغيرها الكثير، بأسعار في متناول اليد.

وبعد سقطات عدة، ومعاناة، وخسائر قضمت الدنانير المعدودة في جيبه، تدرج السهلاوي شيئا فشيئا، بعزيمة الشاب الكادح،

حتى بدأت أعماله تأخذ مساحتها المستحقة من هذا العالم، ولأن تلفت الأنظار، والكاميرات، ووسائل الإعلام.

ولأنه مثابر، شارك السهلاوي بحضور مقدر من الجميع، بمعارض دولية كبرى بمدن لاس فيغاس، وكاليفورنيا، ولندن، ودبي، والكويت، والقاهرة، وبانكوك، وغيرها الكثير، بطلب منهم، وسعي منهم، ولهث منهم، وليس العكس.

هذه النجاحات توجت مؤخرا بنيله لجائزة (ميكر فير) الدولية بمعرضهم الذي أقيم في الكويت الشقيقة الأسبوع الماضي، وهي الجائزة الأولى من هذا النوع التي ينالها شاب بحريني في المشاريع الإبداعية على مستوى العالم.

أما رفيقنا حسين، فلقد أصبح محط أنظار الشباب البحريني والخليجي بنجاح باهر ومثلج للصدر، فتزايدت عدد الطلبات، والزبائن، وتمددت محبة الناس، وسمعته الطيبة عندهم.

إن البدايات دائما ما تكون صعبة وقاسية، لكن (الجزاء دوما من جنس العمل)، فالحديث عن النجاح، ليس كصناعته، وليس كأن يكون جزء معاشاً من حياة المرء، ومن يومياته، وهنا يكمن الاختلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية