العدد 3789
الخميس 28 فبراير 2019
banner
أجور البحرينيين
الخميس 28 فبراير 2019

جميع التفنيدات، ومحاولات إبداء صعوبة إحلال العمالة الوطنية في مختلف الوظائف بشكل عام، لا تليق أن تصدر منا، أو حتى أن نتجادل بشأنها! من الواجب علينا أن ندفع باتجاه توظيف البحرينيين، وإحلال القوى الوطنية في مفاصل الأعمال في القطاعات كافة؛ فالبحرينيون لا يقلون كفاءة عن الأجانب أبداً، ويمتلكون القدرة على إتمام مختلف الأعمال، فقد تخصصوا في الكثير من المجالات، وأصبحت نسبة كبيرة جداً منهم تحمل شهادات أكاديمية واحترافية دقيقة التخصص.

لكن عجباً منا، ونحن نُقيّم، ونهب الأجانب أجوراً ورواتب تفوق بكثير ما قد يتقاضاه البحريني العامل في نفس المنصب أو الوظيفة والمجال والمستوى، هي قناعة لم تنفك عن واقعنا المُعاش قدم عهدنا، نعرفها جيداً، هي جزء من نظرة موروثة، صدحت على ألسنتنا من خلال المثل الشعبي الشهير (عذاري تسقي لبعيد وتخلي الجريب)!، ولم تزل عقدة الرجل الأجنبي حاضرة؛ ليس الأجنبي صاحب خصل الشعر الشقراء وحسب، بل غير البحريني مُطلقاً، هذه العقدة التي مازالت متشبثة بممارسات الكثيرين، مستفحلة بعدم الثقة التي أوهموا أنفسهم بها، وبأن البحريني ليس مُجداً، أو غير ملتزم، وهو كلام سمعته من الكثير من أرباب الأعمال؛ الذين يفضلون توظيف الأجانب بدلاً من أبناء البلد، بل يرفعون أجورهم، ويزيدون ترقياتهم، حتى غدوا يتحكمون بسير الأعمال، بل والإسراف في توظيف من يشاؤون من أبناء جلدتهم!

بعض النماذج البحرينية المقصرة النادرة، أخذت حظاً وافراً من التعميم، لتجحد بدورها الفرد البحريني المعطاء، والطاقات البحرينية المُجدة، وتجعلهم - للأسف - أمام تحدٍ صخري، لا يقدرهم، ويجحف حقهم!

هذه دعوة صادقة لكل غيور على وطنه، لكل محب لأهله، لكل بحريني من صناع القرار وأصحاب الأعمال، بأن يدعموا أبناء بلدهم، خصوصا الشباب منهم، فهم مستقبل البحرين وفخرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .