أصبح دم رجل في ألمانيا سميكا وشاحبا، ليبدو شكله الأساسي أشبه بالحليب، وذلك بسبب انتشار الدهون في مستوى مرتفع في دمه.

وقال العلماء إن دماء الرجل البيضاء كانت من الممكن أن تتسبب في وفاته، لولا لجوئهم إلى علاج مهجور منذ سنوات طويلة، والذي كان رائدا بين المعالجين القدامى منذ آلاف السنين، بحسب موقع "ساينس أليرت" العلمي.

ودخل المريض غرفة الطوارئ بمستشفى في ألمانيا، وهو مصاب بداء السكري، في حالة يرثى لها، وأخبر الأطباء بأنه يشكو من الغثيان والقيء والصداع الشديد، وأنه لا يتناول أدوية السكري بشكل منتظم.   

وبعد إخضاع المريض لفحوصات وتحاليل دقيقة، تبين أن الرجل يعاني من مستوى عال جدا من الدهون الثلاثية في دمه، التي تجاوزت الحد الطبيعي بـ 28 مرة

وأجرى الأطباء في البداية للمريض عملية تنقية دم مباشرة وتزيل الدهون الثلاثية الزائدة (أو مكونات سامة أخرى)، وتعيد الدم النقي المصفى إلى المريض، ولكن ما حدث هو تعرض جهاز التنقية للانسداد مرتين بسبب غلاظة دمه.

وعندها لجأ الأطباء إلى أسلوب العلاج القديم، وهو بسفك لتر كامل من دم المريض واستبدلوه بدم متبرع آخر.

وتحسنت صحة المريض قليلا بعد يومين من تبديل الدم، فكرر الأطباء عملية تنقية الدم خلال 5 أيام، لتستقر بعدها حالة المريض، وأزال الأطباء عنه أنبوب التنفس الصناعي.

وأوضح الأطباء أن المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية في دم الإنسان سيكون أقل من 150 ملليغرام لكل ديسيلتر، في حين أن القراءة العالية ستكون بين 200 إلى 499 ملغ/ ديسيلتر، أما في حالة وصوله إلى 500 ملغ / ديسيلتر فيعتبر "عالي جدا".

وبالنسبة لحالة المريض، في هذه الحالة ، فكان أعلى 36 مرة من المعدل المرتفع جدا، ووصل إلى حوالي 18000 ملغم/ ديسيلتر.

وتعتبر هذه التقنية القديمة في العلاج، يمكن إرجاعها إلى مصر القديمة منذ 3000 عام، وكانت في يوم من الأيام واحدة من أكثر أشكال العمليات "الطبية" شيوعا.