العدد 3795
الأربعاء 06 مارس 2019
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
خطاب مفتوح إلى وزير الإسكان
الأربعاء 06 مارس 2019

سعادة الوزير المحترم، والمحبوب من الجميع، بعد التحية والسلام. أحب أن أصارحكم بحب ومسؤولية قلم وصدق حرف، بأن مشروع مزايا المطور الإسكاني كارثي بامتياز، وسبب صدمة سيكولوجية لدى الشارع البحريني، جعلته في حالة إنكار، قد تقوده إلى اكتئاب إسكاني وخيبة أمل في علاقة حب مع الوزارة غير مستقرة، ومزايا أصبحت أشبه بحادث لرجل أفقده حتى الذاكرة وقادته لغيبوبة في الأمل.
الناس تتساءل يا سعادة الوزير واستغرابها معلق على حبال الأسئلة بحيرة وضجر: ما الذي حدث فجأة لوزارة الإسكان؟ وأين هي الوزارة من هذا المستشار الأسطورة، الذي اقترح عليها هذا المشروع؟ وفي النهاية لصالح من هذا المشروع، وهل ثمة مستفيدون استثماريا بأنانية فاقعة من مثل هذا المشروع؟
سعادة وزير الإسكان.. وزارتكم تكاد تكون الوزارة الخدمية الوحيدة التي يأتمنها المواطن، دموعه وأمله، وهي تعتبر القديس الذي يستسقي به الغمام لدى المواطنين في ظل سطوة جنونية ضرائب الكهرباء والتجارة وتملص وزارة العمل، ونوم الإعلام وخمول وزارة الصحة، بل هي الوزارة التي نفتخر جميعا بإلقاء الورد ونثر السكر على محياها ونحرق لها البخور لإنجازاتها العظيمة، فلا تضيعوا تاريخا من المجد بمشاريع تعاني من تشوه في الجمجمة، وتحتاج إلى دراسة علاج ميداني عملي.
والكل يتساءل، رغم إيمانهم بقدرتكم على حل منصف، منكم ومن شخصيات كبيرة في الوزارة، يتساءلون: هل هذا المشروع جاء بناء على دراسة وافية لمستوى متوسط دخل الفرد في البحرين؟ المشروع يا سعادة الوزير، منفصل عن الواقع، ويعيش في عالم افتراضي غير مسكون بأحد، ومتضارب مع حيثيات الواقع البحريني وتضاريسه، حيث إن الواقع يشير إلى أن معظم المواطنين لا يستطيعون شراء وحدة سكنية، وفقا للأرقام التي كشفت بشأن الدعم في المشروع الجديد!
ألا تعتقدون سعادة الوزير، أن هنالك فجوة كبيرة بين معطيات الواقع ومخرجات المشروع؟ إن وزارتكم يا سعادة الوزير، تعتبر إضاءة كبرى في سماء المشروع الإصلاحي، إلا أن مشروع مزايا المطور لا يواكب المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الذي يرتكز على إصلاح المنظومة الخدمية، بينما يتضارب مشروع “مزايا” المطور مع قيم أصيلة في المشروع الإصلاحي حيث انه جاء متخلفا عن النسخة السابقة للمشروع.
إنه كارثة إسكانية يا سعادة الوزير، ستزيد من الأرصفة لا البيوت! وهنا دعونا نضع جمر المشروع لو وطأته رِجل مدير في الوزارة مثالا، فهل ستبتسم رجله أم تصرخ من الاحتراق؟ والناس تسأل: هل يعتقد المسؤولون في الوزارة أن 39 ألف دينار كافية لشراء أرض أو وحدة سكنية؟!
افتراضا، لو وضعنا أحد مسؤولي الوزارة موضع المواطن العادي، وراتبه 600 دينار وتقدم لطلب انتفاع بمشروع مزايا المطور، وهو اسم على غير مسمى، الذي تحدثت عنه واستفاضت الوزارة، وثبت له بعد ذلك أن مزايا “مزايا” لا تضاهي نصف مشروع مزايا السابق (السكن الاجتماعي)، فهل سيقبل به؟
افتراضا، لو وضعنا أحد مسؤولي الوزارة موضع أحد المواطنين البائسين، متزوج وزوجته ربة منزل ولديه 3 أولاد ونزيف حاد من المصاريف، وراتبه 600 دينار، كان ينتظر مزاياكم الجديد، وتقدم لطلب الانتفاع بالمشروع بعد إعلانه منكم، وثبت له بعد ذلك أن مزايا “مزايا” الجديد أصغر من مزايا القديم حيث كنتم تدعمونه بـ 81 ألفا ونزلت لـ 40 ألف دينار، فهل سيقبل بذلك؟ إن مزايا يا معالي الوزير، تزيل التكايا، وتزيد البلايا.
لو كنت مسؤولا في الوزارة لشرعت أن أمسك القلم من اليد التي ساعدت على إحراق جزء من حدائق الجمال التي تعب الوزير، وطاقمه، في صناعتها طيلة هذه السنين، وأوقفت نزيف الخطوط الحمراء التي رسمها هذا المسؤول كحدود رقمية في مشروع مزايا الجديد، تعرفون لماذا؟ لأنها سببت إدخال الوزارة في جُب التساؤل السحيق، وتعمل على إلقاء إنجازات الوزارة من الطابق الخامس ولو بحسن نية.
سعادة الوزير، هذا المشروع شوزوفريني، وسيقود إلى تراكم خيبات لطالبي الوحدات الإسكانية، ومازال يعول على تراكم إنجازاتكم، فالأمل يرتجف، والحزن فتح بابه، فلا تجعل هذا المشروع يكون غلطة الشاطر التي بألف.
فإن وزارة الإسكان كانت، وما يزال يشار لها بالبنان. فهي إحدى الأحجار الكريمة المرصعة على قلادة جيد المشروع الإصلاحي، فيما كانت في السابق تسرق من عمر المواطنين أكثر من جيلين انتظارا للحصول على منزل الأحلام.
سعادة الوزير، وزارتكم إحدى قلاع الأمل، والأمل كبير بتغيير هذا المشروع مزايا ليفرح المواطنون.
سعادة الوزير، الهدايا الهدايا، فمزايا تجعل الناس ضحايا وقليلا من بقايا. دمت سالما. وختاما، نقدم كل الشكر لسمو ولي العهد حفظه الله على توجيهه سموه بإعادة دراسة المشروع وعلى موقفه الكريم الذي لاقى صدى طيبا كريما.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .