العدد 3799
الأحد 10 مارس 2019
banner
الوزير المتعالي على المواطنين
الأحد 10 مارس 2019

بإمكانك أن تصل إلى القمر أو المريخ وأن تتجول هناك، ومن يدري ربما “تتريق هناك” مع فنجان قهوة أو شاي، كل ذلك بإمكانك أن تفعله في دقائق معدودة، لكنك لن تستطيع أن تقابل بعض المسؤولين أو الوزراء بمثل هذه السهولة، فلغاية اليوم مازالت البيروقراطية أهم المراسم المتبعة في بعض الوزارات، فشغلة عشر دقائق ربما تستغرق عشرة أيام، تنتقل بمعاملتك من موظف رقم 1 وبدوره يحولك إلى موظف رقم 2 وكل موظف يحولك إلى الآخر حتى يتصبب العرق منك وتشتد أعصابك ويدمرك الغضب، وفي النهاية تعلن إفلاسك من الصبر وتعود إلى بيتك والحسرة تأكل وجهك.
إن مصلحة الدولة من مصلحة المواطن، وأي خلل في أية وزارة يلحق الضرر بالمواطن خسارة للدولة نفسها، والموظف أو المسؤول الرفيع إذا لم يكن ملتزما ومخلصا ومثابرا ويعمل بذمة فهو بالتأكيد لا يستحق الكرسي الذي يجلس عليه، كما أن الوزير أو المدير المتعالي على المواطنين والمراجعين ويضيق صدره من الاستماع إلى شكواهم وملاحظاتهم يكون قد خان أمانة العمل الوطني ويفترض أن يحاسب من الألف إلى الياء، عقليات ليس لها أي معنى في قاموس الحياة، يتصورون أن المنصب أعطاهم الحق في الترفع على المواطن وإغلاق الأبواب في وجهه، وإحدى طرقهم البشعة “مرض سيكولوجي” هو حقن السكرتيرة أو السكرتير بمورفين الهروب ومن أعراضه “الوزير في اجتماع”، “المدير في اجتماع لجنة...” “الوزير مشغول” “المدير عنده مسؤول وضيف”، وغيرها من أعراض المورفين التي نشاهدها بوضوح في بعض مكاتب الوزراء والمسؤولين.
إن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، قلبه يفيض بالحب عندما يستمع إلى أية شكوى أو ملاحظة مهما كانت من المواطن، ويوجه المسؤولين  باستمرار بضرورة فتح أبوابهم للمواطنين واضعين نصب أعينهم خدمته والتفاعل مع ملاحظاته وطلباته، فسموه حفظه الله بنى هذا الوطن منذ بزوغ شمس النهضة بالعمل الجاد والإخلاص والعزيمة، وكان المواطن البحريني عنده دائما قطب الرحى في برامج التنمية، وأبواب سموه مفتوحة على مصراعيها لأية شكوى أو ملاحظة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .