العدد 3799
الأحد 10 مارس 2019
banner
آمال كثيرة
الأحد 10 مارس 2019

استطاعت المرأة في جميع دول العالم أن تحصل على الكثير من الحقوق، وما حصلت عليه ليس امتيازا بل من حقوقها الوطنية والإنسانية والدينية، ونيل هذه الحقوق يضيف إلى المرأة مسؤوليات بقدرٍ متساوٍ مع هذه الحقوق، لأنها فرد فاعل في المجتمع وشريك في كل شؤونه.
المرأة ليست آلة لتكون تحت تصرف الرجل أو أداة لفتاوى الدين، بل تشكل حضورًا كحضور الرجل في المجتمع، وبعيدًا عن رغبات الرجل ومحاولاته امتلاك المرأة التي تصل إلى حد العنف أحيانا وتحت مُسميات العادات والتقاليد والمواريث الاجتماعية، أو تحكم الدين وأشخاصه في تفاصيلها ولباسها وحجم مشاركتها في العمل العمومي والخاص، يصل الأمر إلى الهيمنة التي تهدف إلى إبقاء المرأة كأنثى مُحنطة بقائمة من اللوائح والقوانين والأعراف، وبأشكال من التديّن تحيط بها.
المرأة ليست جسدًا ليكون تحت إرادة ورغبات الرجل أو مادة لفتاوى الدين؛ ولا تمثل كيانا ضعيف الوجود؛ ولا أداة هامشية يستخدمها المجتمع متى أراد؛ فالجهل الذكوري بدور المرأة يسير بنفس اتجاه فتاوى الدين البائسة في التعامل مع المرأة في المجتمعات المتخلفة البالية.
واستطاعت المرأة في مملكة البحرين أن تكون رمزًا لمجتمعها، ومنارة لبلادها، وسيدةً في مواقفها، واستطاعت تمزيق كل العادات والتقاليد والموروثات البالية، وبجدارتها اخترقت تلك الفتاوى الضالة لطريقها، وأن تُغير بنهجها الرؤية الكلاسيكية للمرأة بدءًا من المرأة وصولًا إلى الرجل والمجتمع تاليًا. إن التحرك المجتمعي للمرأة بكل قنواته أكد أن المرأة التي تستطيع أن تقود أسرة بالتربية والرعاية تستطيع أن تقود أمة وتكسب حربًا تفوق نتائجها الخطط العسكرية الاستراتيجية، واستطاعت بفعل مشاركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والمهنية والثقافية أن تزيل آثار الهيمنة الذكورية وتسقط إفرازاتها في الواقع الاجتماعي.
في كل عام يتجدد الاحتفال بيوم المرأة العالمي بقراءات جديدة وآمال كثيرة، لإعطاء المرأة شيئًا آخر يُضيف رونقًا وصفاءً ونقاءً لها ولأسرتها، وكل النساء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية