يكتسب النفط بمرور السنين وعلى المدى العالمي دورًا متعاظم الأهمية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، فهو عصب الحياة والتقدم والتطور، وهو في طليعة مصادر الطاقة، ويلعب دورًا كبيرًا في الصناعة والزراعة والحياة الاجتماعية، وتدخل ضمن مركباته ومشتقاته العديد من السلع والمنتجات التي تملأ الأسواق العالمية، وقد حبا الله تعالى البحرين بهذا الخير الوفير الذي فتح منذ 1932م باب الازدهار والتطور والنماء للبحرين والرخاء لشعبها.
ولفائدة النفط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا اهتمت الدولة البحرينية منذ اكتشافه ولحاضرنا بهذه الهبة واستثمرتها أفضل استثمار، وأثمر الكثير من المشروعات الإنتاجية والخدمية من صحة وتعليم وإسكان وبُنية تحتية متعددة، ومازالت الحكومة تبذل أقصى الجهود من أجل الاستفادة من خيرات النفط، وامتدادًا لهذه الجهود تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المُوقر، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بوضع حجر الأساس لمشروع تحديث مصفاة شركة نفط البحرين (بابكو).
إن هذا المشروع يؤكد أن النفط ومنذُ (87) عامًا لا يزال يُمثل القطاع الاقتصادي الأكثر أهمية واعتمادًا في مملكة البحرين، واهتمام الدولة وحكومتها بتنمية قطاع النفط كاستراتيجية اقتصادية يهدف إلى الارتقاء به وتطويره، وبذل الاستثمارات الدائمة لرفع طاقته الإنتاجية وتحقيق أكبر العائدات المالية منه لمواصلة عملية الإعمار والبناء والتنمية الوطنية في البحرين، وتوفير الآلاف من الوظائف للمواطنين. وسبق هذا المشروع الإعلان عن (اكتشاف موارد من النفط الصخري الخفيف والغاز في منطقة خليج البحرين وبمساحة تقدر بـ 2000 كم)، وهو أكبر اكتشاف في تاريخ مملكة البحرين، وبتدشين خط أنابيب النفط الجديد الذي يربط بين المملكتين البحرينية والسعودية بطول (112) كم، ويعتبر هذا المشروع والمشاريع التطويرية الأخرى إضافة نوعية للاقتصاد البحريني.
إن استمرار تطوير الحكومة البحرينية وتنميتها قطاع النفط والغاز والصناعات المرتبطة به يؤكد قدرة البحرين على مواجهة التحديات الاقتصادية ومنها تراجع أسعار النفط عالميًا، ورغبتها في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال استثمار إمكانياتها الاقتصادية من مادية وبشرية بهدف تنويع مصادر الدخل وتنمية إيرادات الدولة في جميع قطاعاتها الاقتصادية. سيظل النفط مصدرًا رئيسيًا للطاقة الآن وفي المستقبل، فالنفط المعين الذي لا يَنضب.