العدد 3801
الثلاثاء 12 مارس 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مؤامرة الربيع العربي... أحلام أوباما والكسرويين بسوريا
الثلاثاء 12 مارس 2019

الجمهورية العربية السورية، أحد الأهداف التي كانت عيون التحالف الرباعي غير المباشر تنظر إليها بشغف ولهفة، من أجل أن تصيبها نار مؤامرة القرن المسماة بالربيع العربي. فإدارة أوباما الغبية كانت تهدف إلى نشر الديمقراطية في الوطن العربي، من أجل حلم غبي قادته هذه الإدارة، لكي يقول التاريخ عنها إنها الإدارة الأميركية الوحيدة التي استطاعت أن تحقق الديمقراطية للشعب العربي، لكن هذا الحلم الغبي تسبب بمشاركة بقية المتآمرين، بقتل أكثر من مليون إنسان عربي بريء، كانوا ضحية حلم أوباما بتحقيق الديمقراطية بالوطن العربي.
أما الكسرويون الفرس، فقد كانت سوريا حلما طالما راود كسرى طهران، لكي تنضم دمشق إلى مشروع حلم إعادة امبراطورية المجوس التي أطفأها العرب المسلمون حينما أسقطوا هذه الامبراطورية، ونشروا الإسلام بين ظهور وأصلاب الفرس، وحاول الكسرويون الدخول إلى سوريا والسيطرة عليها سياسيا وأمنيا واقتصاديا، والأهم السيطرة دينيا لنشر الخمينية ومنافسة كل من المذهب السني والشيعي والعلوي، إلا أن الراحل حافظ الأسد كان يقظا لهم وكان بالمرصاد لكل أهدافهم، فقد كان يعي ويعرف أن الكسرويين أشد خطرا ودمارا على سوريا من الكيان الإسرائيلي، لهذا تصدى لهم بكل قوة، لكن نظام الرئيس بشار الأسد كان على العكس من نظام والده، فعندما بدأت مؤامرة الربيع العربي، لم يستطع النظام التعامل مع هذه المؤامرة بحنكة وعقلانية، ولم يحتو بعض شرائح المجتمع السوري، ولم يجر إصلاحات ترضي الشعب السوري وتخمد هذه المؤامرة، وبدلا من ذلك، لجأ إلى الكسرويين وعملائهم من حزب الله والميليشيات الباكستانية والأفغانية. حينها، اعتقد الكسرويون أنهم نجحوا في أولى خطواتهم باحتلال سوريا العربية.
ومن ستساعدهم في ذلك مشاركة الإخوان المسلمين في مؤامرة الربيع العربي، وأحلامهم بالسيطرة على سوريا العربية وتزامن ذلك مع الاحتلال الإخواني لمصر، فعمالة هذا الحزب وعبوديته السياسية والآيديولوجية لكل من الشعوبيين الجدد، الكسرويين والطورانيين، ستدعم كل الأطراف المشاركة بهذه المؤامرة، لأخذ حصتها من الكعكة السورية عن طريق الديمقراطية، كالديمقراطية التي أمنت لإيران سيطرتها على العراق بواسطة الأحزاب السياسية المشاركة بالعملية الديمقراطية. فديمقراطية بوش سخرت لإيران إيجاد عملاء لها شاركوا بالعملية السياسية وحققوا لها أهدافها، وديمقراطية أوباما ستحقق للكسرويين والطورانيين احتلال سوريا العربية عن طريق الديمقراطية... وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية