+A
A-

العراق.. روحاني يخرق العرف الدبلوماسي ويلتقي قادة عشائر

تصاعد وتيرة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران يلقي بظلاله مرة أخرى على الساحة العشائرية في العراق، إذ تسعى الأخيرة لبناء موقف مجتمعي من خلال تقوية الزعامات العشائرية ووجهائها، مستغلة الرخاوة السياسية وغض طرف الحكومة العراقية عن خرق النظم الدبلوماسية من خلال هذه اللقاءات والاجتماعات، التي تحدث للمرة الأولى في تاريخ العراق السياسي من قبل رئيس دولة أخرى.

وفي هذا السياق ندد ناشطون ومراقبون بلقاءات الرئيس الإيراني حسن روحاني مع شيوخ ووجهاء عشائر العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط خلال زيارته الرسمية، التي يجريها لأول مرة منذ تسلمه رئاسة جمهورية إيران.

وبحسب مصادر مطلعة اجتمع الرئيس الإيراني اليوم على قاعات فندق البارون في محافظة كربلاء مع شيوخ ووجهاء عشائر محافظات وسط وجنوب العراق بعد يوم من لقائه شيوخ عشائر العاصمة، وذلك في مقر إقامته ببغداد، بدعوة من مدير شؤون العشائر في كربلاء.

وتساءل الناشطون عن ماهية هذه اللقاءات بين جهات وأطراف شعبية مع المسؤولين الإيرانيين، لاسيما أنه قبل أسابيع كانت شهدت محافظة النجف لقاء جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشيوخ العشائر العراقية.

وكان دعا روحاني خلال كلمته اليوم والتي ألقاها على الجموع الحاضرة في كربلاء إلى ما وصفه بالاتحاد الكبير لإيجاد ما سمَّاه بالقوة الإقليمية الكبيرة ضد الولايات المتحدة، مشيراً إلى وقوف بلاده إلى جانب العراق لمحاربة تنظيم داعش عقب سقوط الموصل بحسبه.

وأوضح روحاني، بأنه في عام 2014 أي بعد سقوط الموصل على يد داعش، أصبح الإرهاب يهدد جميع العراق مبيناً أن الشعب الإيراني كان وقف في المقدمة لمحاربة التنظيم.

كما وعبّر روحاني عن سعادته بما وصفها العلاقات الجيدة بين الشعبين العراقي والإيراني، شاكراً العراقيين لما يقدموه من ضيافة خلال المراسم الدينية المليونية.

وكان قد وصل روحاني العاصمة العراقية بغداد الاثنين، في زيارة تستغرق 3 أيام التقى خلالها رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي وعددا من القيادات ورؤساء الكتل السياسية.

كما ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس الإيراني غداً الأربعاء المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، بحسب المسؤولين في محافظة النجف مقر إقامة السيستاني.

وتعليقاً على اللقاء بين روحاني والعشائر في بغداد وكربلاء، بيّن المحلل السياسي ومدير المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية ماجد الخياط للعربية.نت، أن زيارة روحاني إلى العراق تتجاوز الأهداف الاقتصادية والتي تعدت إلى غايات تعبوية وتوجيهية لكسب ود الشارع الشيعي في العراق من خلال اجتماعه مع شيوخ ووجهاء عشائر الوسط والجنوب، إضافة إلى استجلاء آثار العقوبات الاقتصادية على بلاده، مشيراً إلى وجوب إيضاح المواقف للحكومة العراقية من مثل هذا اللقاء.

وذكر الخياط أن لقاء روحاني الذي تلى لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع عدد من شيوخ العشائر بأسابيع، يعد خطوة غير مسبوقة لاسيما أن يافطة إعلان اللقاء المعلقة في قاعة الاجتماع كانت ترحب بالرئيس الإيراني باللغة الفارسية التي لها مدلولات سياسية لا تنسجم مع الأعراف الدبلوماسية، كونه يشكل خرقاً للسيادة العراقية، وتعتبر محاولة لتوغل إيران في العمق العشائري العراقي.

وتابع الخياط: كنت أتمنى أن يلقي روحاني خطابه في إحدى الجامعات العراقية أو مراكز البحوث، ويدعو إليه المختصون بالعلوم السياسية ليتم فيها الفصح عن سياسة إيران إزاء العلاقات الدولية في المنطقة واحتمالات المواجهة مع الولايات المتحدة وتطورات الشرق الأوسط وغيرها مما يرتبط بالمصالح العراقية.