+A
A-

مسؤول إيراني: العراق وعد بعدم تنفيذ تعليمات أميركا ضدنا

بات المسؤولون والخبراء الاقتصاديون في إيران يبدون رغبة متزايدة في تطور العلاقات التجارية مع العراق، خاصة أن إيران بحاجة ماسة إلى منافذ تجارية ومصرفية تمكنها من الالتفاف على العقوبات.

أجرى موقع "تابناك الاقتصادي" الإيراني حواراً مع مدير عام غرفة التجارة الإيرانية – العراقية المشتركة، سيد حميد حسيني، الذي أشار فيه إلى "الإنجازات" التي تحققت خلال زيارة روحاني الأخيرة للعراق و"آثارها الإيجابية" على اقتصاد البلدين.

قال حسيني، الذي رافق الرئيس الإيراني حسن روحاني في زيارته الأخيرة للعراق، إن الزيارة حققت إنجازات "فاقت توقعاتنا".. "فما كنا نتصور أن نحقق خلال زيارة واحدة ما كنا نسعى إلى تحقيقه خلال سنوات، والذي لم يبد العراقيون تعاونا بشأنه في السابق.. مثل القضايا المتعلقة بمياه "شط العرب" واتفاقية الجزائر".

أوضح حسيني أن الجانب العراقي وافق على الدخول مع إيران في مفاوضات حول احتمال منح إيران ما وصفه بـ "التعرفة التفضيلية"، والتي قال إنها "ستكون لصالح إيران".

وأكد في نفس الوقت أن إيران والعراق قررا إلغاء رسوم إصدار تأشيرات الدخول لرعاياهم في كلا البلدين.

اعتبر محللون زيارة روحاني للعراق محاولة من إيران لاستخدام العراق متنفسا لاقتصادها الذي يتعرض لعقوبات خانقة.

أكد حسيني، بهذا الصدد، أن العراقيين وافقوا على تقديم تسهيلات إلى إيران في ما يخص النقل البري واستخدام العراق كجسر لعبور البضائع المستوردة إلى إيران، موضحا أن ذلك سيكون ميسرا، بحسب ما وعدهم به الجانب العراقي، في حال انضمام العراق إلى اتفاقية جنيف لعام 1975 الخاصة بالنقل البري الدولي أو ما يعرف بـ TIR Carnets.

وبحسب المسؤول الإيراني، فإنه تم الاتفاق حول كافة هذه الأمور، لكن لا تزال هناك تفاصيل غير واضحة ويجري بحثها، على حد قوله.

تعاني إيران من نقص في العملات الصعبة نتيجة انخفاض إيراداتها النفطية وصعوبة في التحويل المصرفي. ويرى مراقبون أن إيران تسعى أيضا للتخفيف من هذه الصعوبات بالحصول على العملات الصعبة من خلال عقد صفقات تجارية مع العراق.

تحدث حسيني عن ديون العراق وطريقة الدفع والتحويلات المصرفية، موضحا أن إيران تصدر للعراق ما يعادل 4 إلى 5 ملايين دولار من الكهرباء يوميا. وقال إنه خلال زيارة رئيس البنك المركزي الإيراني، عبدالناصر همتي، السابقة للعراق، تم معالجة هذه القضية وجرى فتح حساب مصرفي باليورو والدينار، وجرى بالفعل دفع بعض هذه الديون لإيران.

وتابع: "إن إجمالي ديون العراق المستحقة لإيران تبلغ حوالي 1.5 مليار دولار وجرى دفع 200 مليون منها، وسيتم دفع الباقي لاحقا، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على سوق العملة في إيران".

كشف حسيني أن البنك المركزي العراقي إبان حكومة حيدر العبادي السابقة كان يتلقى التعليمات من الأميركيين ويصدرها إلى البنوك العراقية. وأردف: أما الآن فقد طلب رئيس الحكومة الحالية، عادل عبدالهادي، من البنك المركزي العراقي أن لا يعير اهتماما للتعليمات الأميركية". وقال نقلا عن رئيس الوزراء العراقي: "لو كان لدى الأميركيين طلب، فليرسلوه إلى وزارة الخارجية، وسنقوم بدراسته، ولو كان ضروريا سننفذه. أما أن يفرض الأميركيون مطالبهم مباشرة على البنك المركزي فهو أمر ليس له معنى".

في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها، نتيجة العقوبات المفروضة عليها والأزمات الداخلية المتتالية التي يمر بها اقتصادها، تولي إيران أهمية خاصة للعلاقة مع العراق للخروج من أزمتها.

قال موقع "تابناك الاقتصادي" في مقدمة تقريره، إن زيارة روحاني للعراق "ستوفر فرصة لمساعدة إيران للالتفاف على العقوبات".

لكن السؤال المطروح هو: هل سيكون العراق حقا الساحة الخلفية لإيران كما يعتبره البعض، ويخاطر بعلاقته مع واشنطن في مساعدة إيران للالتفاف على العقوبات كما تسعى إيران؟ أم أن "الواقعية السياسية" والمصالح الوطنية ستثبت عكس ذلك.