+A
A-

"البيئة" يشرح حيثيات تقرير تصدُّر المنامة لأكثر المدن تلوثا عالميا

نتائج التقرير من محطة رصد تطل على شارع الشيخ عيسى بن سلمان 

مشروع "مترو" البحرين سيخفف من الملوثات العابرة للحدود

برنامج رصد جودة الهواء يتضمن مؤشرات عالمية

ارتفاع مؤشرات الجسيمات العالقة بأوقات العواصف الرملية وموجات الغبار

النتائج تخص الجسيمات العالقة أقل من 2.5 مايكرون PM2.5 فقط

الجسيمات العالقة تنتقل بسبب جفاف الأنهار والسدود وطبقات التربة

البحرين وضعت برنامج لمراقبة جودة الهواء منذ الثمانينات

تزايد الغبار تعاني منه جميع دول الخليج 

مؤشر التلوث بأول أكسيد الكربون أقل بمناطقنا ومرتفع ببريطانيا وأميركا

نشر نتائج محطات رصد الهواء بجميع مواقعها بالبحرين  

نشرت صحيفة كويتية أن المنامة أكثر مدينة تلوثا بالشرق الأوسط والخامسة عالميا وفق تقرير جودة الهواء العالمي الصادر عن موقع IQAir AirVisual.

وطلبت "البلاد" من الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة محمد مبارك بن دينه توضيحا بشأن ما نشر عن المنامة.

وأوضح بن دينه أن برنامج رصد جودة الهواء يتضمن عددا من المؤشرات العالمية، من بينها رصد ثاني اوكسيد الكبريت وثاني اوكسيد النيتروجين والجسيمات العالقة في الهواء بحجم اقل من 10 مايكرون PM10 والجسيمات العالقة في الهواء بحجم اقل من 2.5 مايكرون PM2.5  وغيرها.

وقال أن النمط العام لجميع المؤشرات ضمن الحدود المقبولة بيئيا وصحيا عدا مؤشرات الجسيمات العالقة PM التي لطالما أشارت إلى مستويات عالية بشكل متزامن مع أوقات العواصف الرملية وموجات الغبار.

ولفت إلى أن النتائج التي استند إليها التقرير تخص الجسيمات العالقة اقل من 2.5 مايكرون PM2.5 فقط.

وبين أن تصنيف البحرين الأولى بالشرق الأوسط أمر نسبي، حيث لا تتوفر أجهزة رصد لهذا النوع من الملوثات في جميع الدول، والنتائج التي اعتمد عليها التقرير للبحرين تم تحصيلها من محطة رصد جودة الهواء على موقع لمحطة رصد في موقع يطل على شارع الشيخ عيسى بن سلمان والذي يتسم بازدحام مروري شديد وبالخصوص خلال ساعات الذروة، وبالتالي تتأثر نتائجها بشكل كبير بما يصلها من انبعاثات في عوادم السيارات، حيث تعد عوادم المركبات مصدر معروف للجسيمات الدقيقة اقل من 2.5 ميكرون.

وفيما يأتي نص التوضيح الوارد من الرئاسة التنفيذية للمجلس الأعلى للبيئة:

أوقات العواصف

تابع المجلس الاعلى للبيئة عن كثب تداول مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تقرير صادر عن موقع IQAir Airvisual يشير إلى ان مملكة البحرين احتلت المركز الأول في الشرق الأوسط في تلوث الهواء، وهنا يود المجلس ان يبين لجميع المهتمين بهذا الشأن حيثيات هذا الخبر بموضوعية علمية أكثر دقة والجهود المبذولة محليا، وكذلك على مستوى دول مجلس التعاون الخليجية.

مملكة البحرين حرصت ومنذ أواخر الثمانينات على وضع برنامج لمراقبة جودة الهواء المحيط وفق المعايير العالمية للوقوف على حالة البيئة وبالخصوص نوعية الهواء، وذلك لمواكبة النمو الاقتصادي المتسارع وما صاحبه من تطور صناعي وطلب متزايد في استهلاك الطاقة ونمو في حجم وسائل المواصلات وعلى الأخص السيارات.

واستمر برنامج رصد جودة الهواء المحيط لسنوات في رصد جميع مؤشرات جودة الهواء المعتمدة عالميا وهي ثاني اوكسيد الكبريت وثاني اوكسيد النيتروجين والجسيمات العالقة في الهواء بحجم اقل من 10 مايكرون PM10 والجسيمات العالقة في الهواء بحجم اقل من 2.5 مايكرون PM2.5 وأول اوكسيد الكربون وأول اوكسيد الكربون والمواد الهيدروكربونية غير الميثان وكبريتيد الهيدروجين والامونيا والبنزين والطولوين والزايلين.

 وعلى مدى السنين كان النمط العام لجميع المؤشرات ضمن الحدود المقبولة بيئيا وصحيا عدا مؤشرات الجسيمات العالقة PM التي لطالما أشارت إلى مستويات عالية بشكل متزامن مع أوقات العواصف الرملية وموجات الغبار التي بدأت بالتزايد بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية حيث تنتقل في مجال البحرين بشكل عابر للحدود بسبب جفاف الأنهار في الدول المجاورة للخليج نتيجة لإقامة المزيد من السدود وكذلك تحرك طبقات التربة بسبب الآليات الثقيلة في الدول التي تعرضت للحروب ما يجعل طبقات التربة أكثر عرضة للتطاير مع هبوب عواصف الهواء.

التحقق من المعيار

تزايد الغبار وتجاوز معايير جودة الهواء لمؤشرات الجسيمات العالقة بحسب معايير منظمة الصحة العالمية هو أمر تعاني منه جميع دول الخليج ما حدا بالوفود الخليجية المشاركة في مؤتمر منظمة الصحة العالمية الأول بشأن تلوث الهواء وتغير المناخ والذي أقيم في أكتوبر 2018 بجنيف بإثارة الموضوع ومطالبة منظمة الصحة العالمية من التحقق من المعيار الموضوع لمؤشر PM2.5 تحديداً، خصوصا وأن أغلب الدول المشاركة في المؤتمر قد أبدت أيضا تأثرها بالتلوث العابر للحدود، وهذا ما أظهره التقرير حيث أشار إلى نسبة التزام مدن كل إقليم بمؤشر PM2.5 فجاءت اغلبها بمستويات متدنية كالتالي:

  •  شرق آسيا 10.9%
  •  جنوب شرق آسيا 4.5%
  •  جنوب آسيا 1.2%
  •  الشرق الاوسط 0%
  •  امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 4.8%
  •  افريقيا 0%

أما أوربا فكانت 26.8% وشمال أمريكا 81.7% حيث تساعد الظروف الطبيعية في دول هذين الإقليمين وأنماط استخدام المواصلات وإنتاج الطاقة فيهما على تحقيق هذه النتائج.

أكثر واقعية

ناقش المجلس نتائج برنامج رصد الهواء مع وفد المركز الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية خلال زيارته لمملكة البحرين الشهر الماضي بحضور ممثلين من وزارة الصحة، حيث أشار الوفد إلى أن نتائج البيانات المرتفعة خلال ساعات العواصف الترابية والرملية فقط بالإمكان استبعادها خلال عرض نتائج جودة الهواء باعتبارها ملوثات عابرة للحدود وتحصل نتيجة ظروف طبيعية، وبإجراء ذلك مستقبلا يتوقع ان تكون الصورة التي تعكسها نتائج رصد الهواء أكثر واقعية وستحسن من موقع البحرين في قائمة جودة الهواء عالمياً.

6 ملوثات

أما بخصوص النتائج التي استند إليها التقرير فهي تخص الجسيمات العالقة اقل من 2.5 مايكرون PM2.5 فقط، علما بان هناك 6 ملوثات أخرى أساسية معتمدة كمؤشرات لجودة الهواء كما سبق الذكر لم يتطرق لها التقرير ومن ضمنها أول أكسيد الكربون والذي تعد مستوياته في المنطقة اقل بعشرات المرات من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

تصنيف البحرين الأولى بالشرق الأوسط أمر نسبي، حيث لا تتوفر أجهزة رصد لهذا النوع من الملوثات في جميع الدول، كما ان النتائج التي اعتمد عليها التقرير للبحرين تم تحصيلها من محطة رصد جودة الهواء على موقع لمحطة رصد في موقع يطل على شارع الشيخ عيسى بن سلمان والذي يتسم بازدحام مروري شديد وبالخصوص خلال ساعات الذروة، وبالتالي تتأثر نتائجها بشكل كبير بما يصلها من انبعاثات في عوادم السيارات، حيث تعد عوادم المركبات مصدر معروف للجسيمات الدقيقة اقل من 2.5 ميكرون.

 كما ان اغلب الدراسات العلمية أثبتت تناقص مستويات PM2.5 إذا كانت محطة الرصد تبعد عن الطرق المزدحمة بالمركبات مسافة تتراوح بين 200-500 متر، وهذا ما تعكسه قراءات محطات رصد الهواء الموجودة في مناطق البحرين الأخرى.

شبكة المترو

وفي الختام يلفت المجلس للعموم بان مملكة البحرين بدأت منذ العام الماضي على إعداد إستراتجية وطنية لجودة الهواء بالتعاون مع الأمم المتحدة للبيئة، بالإضافة إلى إجراء دراسة لجودة الهواء مع شركة (إيكوم) للاستشارات بهدف وضع سياسات بيئية محدثة تهدف إلى اعتماد تشريعات وإجراءات صارمة ومشددة لخفض الانبعاثات من المصادر الثابتة والمتحركة.

 وسيتم اعتماد عدة إجراءات يتوقع ان تحسن من جودة الهواء كاعتماد معايير جديدة أكثر تشددا لمعايير الانبعاثات من مداخن المصانع وكذلك من عوادم السيارات، وأيضا مشروع شبكة المترو الذي يتوقع ان يخفف من حاجة المواطنين لاستخدام السيارات وغيرها من الإجراءات بالإضافة لإجراءات للتصدي للملوثات العابرة للحدود.

 كما سيقوم المجلس خلال هذا العام بنشر نتائج محطات رصد الهواء في جميع مواقعها في مملكة البحرين حتى يتم الأخذ بها في التقارير العالمية مستقبلا.