+A
A-

بعد تهديدات النظام وأنقرة.. عين الأكراد على باريس

جدد مسؤول كردي كبير في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا رفضه لعودة نظام بشار الأسد إلى مناطقهم "بالشكل الذي كان عليه" قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البلاد منتصف آذار/مارس 2011، وذلك بعد تصريحات وزير دفاع النظام، علي عبدالله أيوب، قبل يومين، التي هدد فيها بالسيطرة على تلك المناطق عبر "المصالحات" أو "القوة" العسكرية.

واتهم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، عبدالكريم عمر، النظام بأنه "لم يكن جدياً في مفاوضاته معهم"، مشيراً إلى أن "النظام يفكر بذهنية ما قبل العام 2011، ويفكر بحسم عسكري، للسيطرة على سوريا من جديد".

"لا محاولات جدية من قبل النظام للتغيير"

كما أشار عمر، في مقابلة مع "العربية.نت" من القامشلي، إلى أن "النظام لا يمكنه حسم الأمر عسكرياً، ولا بد من إيجاد مخرج ديمقراطي".

ويتمسك الأكراد وحلفاؤهم المحليون في شمال وشرق سوريا بالمناطق التي سيطروا عليها عقب اندلاع الثورة عام 2011. وتلقوا بعد ذلك دعماً كبيراً من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في الحرب ضد تنظيم "داعش".

وكشف المسؤول الكردي أن "لا محاولات جدية من قبل النظام للتغيير في أي أمور، وفي مقدمتها دستور جديد للبلاد".

ويسعى الأكراد في الإدارة الذاتية لبناء "دولة ديمقراطية علمانية تعددية لا مركزية"، بهدف "إنهاء الأزمة التي تعيشها سوريا وللمحافظة على وحدة أراضيها"، من خلال الوصول لاتفاق مع النظام.

لموسكو أولويات أخرى.. وباريس تدخل خط "الأزمة"

وبحسب عمر، فإن موسكو يمكن أن تلعب دور الوسيط بينهم وبين النظام، لكن في الوقت الحالي "لديها أولويات أخرى، تتعلق باتفاقياتها مع أنقرة"، على حد قوله.

ويبدو أن باريس قد دخلت خط "الأزمة" بين الأكراد والنظام بشكل أكبر منذ إعلان واشنطن عن سحب قواتها العسكرية من مناطقهم، في 19 كانون الثاني/ديسمبر الماضي.

وقال المسؤول الكردي في هذ الصدد إن "فرنسا دولة مهمة وساهمت في التحالف الدولي ضد داعش، كما أن موقفها متقدم من الإدارة الذاتية"، مضيفاً: "يمكن لفرنسا أن تلعب دوراً مهماً للبدء بالعملية السياسية، ورفع الفيتو التركي عن مشاركتنا في العملية السياسية واتفاقيات جنيف ولجان إعداد الدستور".

واستقبل "الإليزيه" مرتين وفدين من مجلس سوريا الديمقراطية بداية العام الحالي، معلنة عن دعمها لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب، إلا أن أنقرة تعارض بشدة قيام "الإدارة الذاتية"، التي يقودها الأكراد، على حدودها الجنوبية.

تحديات "الإدارة الذاتية"

ومع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية من القضاء على "داعش" في آخر معاقله، تبرز التحديات التي تواجه "الإدارة الذاتية" في هذه المرحلة بحجم أكبر، حيث يهدد النظام بإعادة السيطرة على مناطق الإدارة الذاتية.

وفي الوقت عينه، يرفض المسؤولون الأكراد على الدوام اتهامات النظام لهم بـ"تقسيم البلاد"، وكذلك اتهامات أنقرة التي تتهمهم بـ"خطر على أمنها القومي".

وفي هذا السياق، أوضح عمر أن "مشروع الإدارة الذاتية، هو مشروع وطني، لا يهدد وحدة سوريا ولا دول الجوار"، مؤكداً أن "ما نريده هو الوصول لاتفاق بين السوريين، يفضي إلى دستور جديد. ووفق هذا الدستور يمكن تحديد مهام المركز والإدارات الذاتية".

خطف وقتل في عفرين

وتتخوف الإدارة الذاتية على مناطقها الحالية شرق نهر الفرات من هجوم تركي مشابه لما حصل في مدينة عفرين، التي سيطرت عليها فصائل سورية تدعمها أنقرة.

وفي هذا الإطار، اتهم عمر، الفصائل التي تسيطر على عفرين بـ"عمليات خطف وقتل بعض السكان"، إلى جانب إحداث "تغيير ديمغرافي فيها".

وتابع بالقول: "أي هجوم تركي على مناطقنا، سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة وسيؤدي إلى تغيير في مجمل سوريا، بالإضافة لموجة كبيرة من اللجوء والنزوح".

كذلك رفض قيام "المنطقة الآمنة" التي تدعو إليها أنقرة، لافتاً إلى أن "إقامة منطقة أمنية يجب أن تكون تحت مظلة دولية، بحيث تتواجد فيها قوات لحفظ الأمن والسلام".