العدد 3811
الجمعة 22 مارس 2019
banner
خدمات تحتاج إلى تطوير
الجمعة 22 مارس 2019

قمت مؤخراً مع مجموعة من الأصدقاء بزيارة دولة الكويت الشقيقة عن طريق البر، إذ راقت لي الفكرة بسبب المناخ الربيعي الجميل الذي يسود منطقة الخليج هذه الأيام، ما يجعل السفر بالبر فكرة رائعة تستحق العناء. ولا شك أن حكومات دول الخليج قاطبة لا تدخر جهداً في تطوير خدماتها وتوفير كل ما هو في صالح مواطنيها، فالمواطنون يقدرون كل ما تقدمه دولهم ويثمنونه عالياً. وقد استرعى انتباهي وأنا في الطريق البري، داخل حدود الشقيقة المملكة العربية السعودية أنه لم يحدث أي تطوير يذكر، لا في الطريق نفسه، ولا في الخدمات المقدمة على جوانبه، وسبق لي التطرق لنفس هذا الموضوع في أحد مقالاتي السابقة.

ما لاحظته تحديداً هو أن الشارع الرئيس الطويل نسبياً غير مُعبّد بصورة جيّدة، ويفتقر إلى متطلبات السلامة المرورية الأساسيّة، إذ لا وجود لأية إنارة على الطريق كما أنه لا يوجد تخطيط للحارات، الأمر الذي يؤدّي إلى جنوح المركبات أثناء القيادة وخصوصا أثناء الليل في ظل الغياب الكامل للإنارة. أذكر أنني أثناء زيارتي الولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي، قمت بقيادة السيارة لمسافة امتدت حوالي ١٢ ساعة متواصلة، قطعت خلالها ولايات ومقاطعات ومدنا، صحيح أن معظم تلك الطرق لم تكن بها إنارة، لكن كانت الشوارع على الأقل في وضع ممتاز، وكانت الخطوط على تلك الشوارع واضحة حتى في الظلام الدامس، لذلك لم تواجهن أية صعوبة خلال القيادة، بل كانت في الواقع قيادة ممتعة وآمنة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا لا نستطيع عمل الشيء نفسه في دولنا؟! فأنا هنا في المنطقة لم أتمكن من قيادة السيارة أكثر من ساعتين من أصل 5 ساعات فقط، إجمالي المسافة من البحرين إلى الكويت، بل طلبت من صديقي تولي زمام القيادة وإكمال المسافة المتبقية للوصول.

في اعتقادي إن السلامة أهم عنصر في حياتنا، ولا أتصور أن توفير هذا العنصر أمر صعب، فلدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا لتوفير الأفضل في كل شيء لشعوبنا التي تستحق كل الخير، كما أتمنى من خلال هذا المنبر الصحافي أن يتم توفير دورات مياه (صالحة للاستعمال) وهذا مطلب غاية في الأهمية للصغار قبل الكبار، حتى لو تمّ فرض رسوم محددّة نظير مثل هذه الخدمات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأيّ حال من الأحوال، فهذا من شأنه أن يوفر الكثير من العناء على المسافرين ومستخدمي الطرق، ولننظر ونقتدي بالدول الأوروبية المتقدمة حيث تتوافر على الطريق دورات مياه راقية ونظيفة جداً لكن شريطة دفع مبلغ أعتبره رمزياً في سبيل المحافظة على نظافتها في جميع الأوقات.

أتمنى من كل قلبي أن يجد مقالي وما يطرحه غيري من كتّاب الأعمدة آذاناً صاغية من أجل الوصول إلى الهدف الذي نسعى جميعا لتحقيقه، وهو الارتقاء بالخدمات التي تقدمها حكوماتنا الرشيدة لشعوبها... أتمنى ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية