العدد 3813
الأحد 24 مارس 2019
banner
التدخلات السافرة للإعلام الغربي
الأحد 24 مارس 2019

طالبت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في أحد أعدادها الصادرة مؤخرًا من السيدات السعوديات التواصل مع الجريدة لمعرفة طموحاتهن وآرائهن في المجتمع السعودي، وذلك من خلال تغريدة باللغة العربية (لأول مرة) على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهي بادرة مُغلفة بالتدخل في شؤون المُجتمع السعودي بذريعة نشر مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الفكر والتعبير، وهذا شيءٌ قليلٌ من جُملة التدخلات الأميركية والغربية والإقليمية في الشأن السعودي.

هذه التدخلات لا تتوافق مع مبادئ العلاقات مع الدول ولا مع مبادئ التسامح والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعايش واحترام الآخر، وتصدت لهذه الدعوة الأكاديميات السعودية والمتخصصات، حيث طالبن الصحيفة وأمثالها بالكف عن التدخل في شؤون المرأة العربية والسعودية بالذات، وعدم التطفل عليها، فقد كتبت أستاذة الحديث بجامعة الأميرة نورة والمشرفة على مركز النجاح للاستشارات التربوية “د. رقية المحارب” مخاطبة الصحيفة (نصف النساء البريطانيات يتعرضن للتحرش في مكان العمل، يمكنكم التواصل معهن ليتكلمن عن حياتهن وآرائهن وطموحاتهن، و75 % من النساء البريطانيات يُعانين من اكتئاب نفسي بسبب الضغوط المالية، تواصلوا معهن، وهناك ثمانية ملايين امرأة في أميركا يَعشن وحيدات مع أطفالهن دون أية مساعدات خارجية منذُ عشرين سنة، حاوروهن).

وعلقت “د. نوال البخيث” بقولها (رمتني بدائها وانسلت، نريد إخباركم عن المرأة المُهدرة كرامتها عندكم، وعدد اللقطاء والشواذ والأمراض الجنسية المُنتشرة بينكم. وإن شئتم تواصلنا معكم بإرسال أطباء لعلاج الفتيات المكتئبات من اغتصاب آبائهن لهن، أو نفتح لكم مصحات لعلاج المُدمنات، ومَحاضن لإيواء كبار السن والمُشردين).

وأشارت الكاتبة “هيا الرشيد” إلى (أن النساء السعوديات بخير وللهِ الحمد، وراضيات بطريقة حياتهن، لكنهن يشفقن كثيرًا على حال المرأة في أميركا، ويُوجهن لكم طلبًا بالاهتمام بهن فقط). واكتفت الباحثة والمختصة في شؤون قضايا المرأة “سامية العُمري” بقولها (لا شأن لكم بحياتنا، والأقربون أولى بالمعروف).

إنها ردود وافية وبلغة سلمية من نساء عربيات على صحيفة لا تعرف بلادها سوى لغة القوة والتسلط والتعجرف والتدخل بالقوة المسلحة، فالمرأة في خليجنا العربي وأمتنا العربية مُتعلمة ومثقفة ومُربية، وتعيش في سكينة تامة وراضية بما قسم الله لها من حياة مع أسرتها وفي بلادها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية