+A
A-

صحافي تركي: أردوغان يستخدم تكتيكات قذرة ضد معارضيه

شدد صحافي تركي، مُعارض لحكم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أنه "لم يقرر أن يصبح مُعارضاً، لكنه أُرغم على ذلك دون أن يعرف كيف حصل هذا الأمر".

وقال يافوز آلتوون، الصحافي التركي، الّذي كان يعمل كمحرر لعمود الرأي في جريدة "زمان" التركية الشهيرة، في مقابلة مع "العربية.نت" من بروكسل، حيث يقيم، "لحسن الحظ، كنتُ في بلجيكا، لحضور مؤتمر حول حرية التعبير، حين وقعت محاولة الانقلاب الفاشلة، لذا لم أتعرّض لأي إجراءٍ قانوني".

وأضاف "لكن رغم ذلك، اتهمتني بعض الصحف الموالية للحكومة التركية، بالإرهاب، وقالت عني إرهابي، يتحدّث ضدّ الحكومة".

ووصف آلتوون، الرئيس أردوغان بـ "رجل كلاسيكي يتوق إلى فعل ما يريده دون تدخّل أو معارضة"، لهذا كان "يكره نظام الضوابط والتوازنات الّذي يشكل جزءاً من القضاء"، على حدّ تعبّيره.

"تكتيكات أردوغان القذرة"

وأشار إلى أن "أردوغان، يعتمد على جانبين في تعامله مع وسائل الإعلام، الأول، هو تقييده للمساحة الحيوية للصحف والمنصات الرقمية، بهدف إبقاء غالبية كبيرة من الناخبين غير المتعلّمين والكبار في السن غير متأثّرين بالمعارضة. والثاني، من خلال رغبته في تضخيم دعايته الخاصة بمساعدة وسائل الإعلام الموالية له".

واتهم الصحافي المُعارض الّذي حصل مؤخراً على اللجوء السياسي من بروكسل، أردوغان بـ "استخدام تكتيكات قذرة" ضد معارضيه من الشخصيات العامة كالسياسيين والصحافيين، مثل "إهانتهم" وسجنهم، مضيفاً أن "سياساته، تركّز فقط على القوة، وهو يريد أن يسيطر على كلّ خصومه".

وفي خضم المنافسة الانتخابية على رئاسة البلديات في تركيا بين حزبي "العدالة والتنمية" الحاكم، و"حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد، توقّع آلتوون "حصول بعض التغييرات" في بلديات المدن الكبرى مثل اسطنبول وبورصة وأنقرة، مع الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها أواخر الشهر الجاري.

وأكد في هذا السياق على "ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن تزوير نتائج هذه الانتخابات، هو حقيقة واردة، خاصة بعدما وسّع أردوغان سلطته، وربما يكون لديه استعداد لاستراتيجيات ما بعد الانتخابات، في حال نجحت المعارضة. وقد يستخدم القضاء في نهاية الأمر لإضفاء الشرعية على ما يريد".

"التشبث بالحكم"

واستمر قائلاً "أردوغان قوي وذكي بما يكفي، لاستخدام كل أداة ممكنة لديه للتشبث بالحكم، فهو يكتشف نقاط ضعف معارضيه ويهاجمهم ويهددهم ويحصل على النتائج التي يريد"، واصفاً سياسته التي "تعتمد على البقاء" بـ "طريقة مدمرة للمجتمع"، متوقّعاً أن "الآثار السلبية لسياسته الشعبوية، ستكون ظاهرة على المدى الطويل".

وكشف آلتوون الّذي عمل في وقتٍ سابق كمحرر في صحيفة يني حياة اليومية ويعمل اليوم كمحرر في موقع Turkish Minute، الناطق بالإنجليزية، وهو امتداد لجريدة "زمان" اليومية، والتي استولت عليها الحكومة لارتباطها بحركة غولن، أن "موقعهم الإلكتروني الجديد محظور في تركيا، ولكنهم رغم ذلك يستمرون بعملهم".

معاناة الأقليات

وتابع بالقول "كعضو في حركة غولن، أعاني مما تعانيه الأقليات في تركيا، كالإغريق والأرمن واليهود والأكراد من إقصاءٍ مزدوج"، مشيراً إلى أن "هذه الأقليات، تُعامل كأغراب، من قبل بعض المحافظين والأتراك العلمانيين، ولا ينظر إليهم كمواطنين متساوين في معظم الأحيان".

يشار إلى أن السلطات التركية، قد أغلقت عشرات وسائل الإعلام في تركيا، في غضون محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تموز/يوليو من العام 2016.

ومنذ ذلك الحين، يقبع الكثير من الصحافيين في السجون، بينما تمّ طرد المئات منهم من وظائفهم، في ما اضطر آخرون لترك البلاد. ورغم ذلك صدرت أحكام قضائية بالسجن مدى الحياة ضد بعض الصحافيين ومنهم رئيس تحرير صحيفة حرييت، جان دوندار، المقيم حالياً في ألمانيا.