+A
A-

بعد أفول "الخلافة".. أيعود داعش إلى أحضان التنظيم الأم؟

مع أفول "دولة الخلافة" واقتراب نهاية داعش بشكل تام في سوريا، لاسيما بعد تطهير الباغوز، واستسلام العديد من عناصر التنظيم الذي روع سنوات سوريا والعراق، بدأت الأسئلة تطرح حول المرحلة التالية.

وظهرت سيناريوهات متعددة وكثيرة، حول مصير آلاف العناصر الهاربين والخلايا النائمة بعد هزيمة داعش.

ففي حين تحدث بعض النظريات عن انضمام هؤلاء لتنظيم القاعدة من جديد وعودتهم نادمين إلى أحضان المنظمة الأم.

رجح محللون آخرون أن يشكل فلول داعش تنظيما جديدا بغير مسمى، يحمل الفكر نفسه مع القليل من التهاون مع الناس، وضرورة كسبهم من جديد بعد النفور الكبير من المجتمع العراقي وخاصة عشائر المنطقة الغربية وشمال شرقي العراق .

"مقتل البغدادي أو أسره"

وفي هذا السياق، قال المحلل العراقي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، للعربية.نت إن احتمال عودة القاعدة قائم، ولكنه مرتبط بأفول تنظيم داعش، وأقصد بأفوله عندما يتم التأكد من مقتل أو أسر أبو بكر البغدادي ، عندها قد نشهد سيناريوهات متعددة لعودة القاعدة وعناصرها، وأهمها ظهور مجموعة تحاول أن تعيد العلاقة إلى انسجامها بين من بقي من القاعدة بعد عام 2014 ومن انتمى إلى داعش من القاعدة بعد عام 2014".

وتابع قائلاً: "هناك قرائن كثيرة قد تدل على هذا الانسجام، وهناك حوارات كثيرة جادة بين قيادات في الهيئات الشرعية وقيادات لها كاريزما في العمل الإرهابي تحاول أن تحقق هذا الهدف".

إلى ذلك، أوضح أنه "إذا قتل البغدادي فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن قسماً كبيراً من عناصر تنظيم داعش سوف يعودون إلى أحضان القاعدة الأم، بعد أن انفصلوا وتمردوا عليها".

كما أشار إلى أن "إمكانية عودة القاعدة في المناطق الشمالية الشرقية من العراق بعد عقد هدنة مع فلول داعش المتواجدين في مناطق شمال ديالى وهي مناطق السعدية وجلولاء، وصولا إلى مناطق جنوب غربي كركوك". وتابع "هناك مؤشرات واعترافات كثيرة تشي بذلك، وبالتالي احتمالية عودة القاعدة قائمة في تلك المناطق".

العشائر السنة ترفض تلك الاحتمالات

في المقابل، نفى الشيخ برهان العاصي العبيدي، عضو مجلس محافظة كركوك وشيخ عشيرة العبيد في العراق للعربية.نت، هذا الاحتمال، مؤكداً أن "اعتبار العشائر السنية بشكل خاص والعربية بشكل عام حاضنة للإرهاب أمرا غير معقول".

كما أكد أن العشائر في تلك المناطق ترفض أي وجود خارج نطاق الدولة مهما كان اسمه أو شكله أو فكره، مضيفاً "المناطق التي تعرضت للظلم والحيف من داعش والقاعدة وغيرها من المجاميع الإرهابية لن تكون حاضنة لهم مرة أخرى مطلقاً".

ولفت إلى أن الإرهاب ساد في تلك المناطق، بسبب إخفاقات الحكومات السابقة، وتعاملهم مع أبناء هذه المناطق، وتغييبهم عن الانضمام إلى منظومة الدولة.

إلى ذلك، أوضح أن الحكومات السابقة سكتت عن بروز عناصر متطرفة في تلك المناطق، لأنها أيقنت مدى تقصيرها وإخفاقها، والإجحاف الذي ألحقته بأبنائها.

داعش العراق

وتابع: "سياسة الحكومات السابقة التهميشية هي السبب الرئيسي لخلق المجاميع الإرهابية التي أتت تعزف على وتر المظلومية والطائفية والتي أوقعت بعض المغفلين في شباكها من أبناء هذه المناطق، وهم القلة القليلة من مجموع سكان هذه المناطق في العراق".

عودة مستحيلة

من جانبه، أكد خزعل حماد موسى عضو مجلس محافظة صلاح الدين للعربية.نت أن احتمال عودة القاعدة وداعش شبه مستحيلة، لأن المناطق التي وصفت بأنها حواضن للمجاميع المسلحة، هي أول من اكتوى بنار القاعدة وداعش.

ورأى أن "فلول التنظيم حائرة الآن تتحرك دون هدف ولا تعرف ماذا تريد، وجل ما يمكنها فعله هو إزعاح السلطات الأمنية بافتعال حادث هنا وحادث هناك، لكنها منتهية لا محال، بدليل أنها لا تستطيع حتى توفير الطعام الذي يبقيها على قيد الحياة".

من جانب آخر، قال الشيخ قحطان العجيلي وهو أحد شيوخ عشيرة البوعجيل في صلاح الدين إن "الإرهاب الأعمى ليس له وجود في مناطقنا على مستوى البيئة الحاضنة لأننا كعشائر نرفض وجوده مهما كان اسمه سواء القاعدة أو داعش أو أي فئة متطرفة نحن كعشائر عراقية عانينا من احتلال هؤلاء لأرضنا ومناطقنا وأصبح أهلنا كلهم نازحون في المخيمات من شمال نينوى إلى جنوب بغداد".

وأضاف العجيلي أن القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية شوهت الإسلام الحقيقي المعتدل.