العدد 3822
الثلاثاء 02 أبريل 2019
banner
القمة العربية وحال الأمة
الثلاثاء 02 أبريل 2019

عقدت القمة العربية الثلاثون وحال الأمة العربية ليس بخير، عقدت وسط أوضاع عربية عاصفة وظروف إقليمية ودولية مُلتهبة، وواقع يسوده القلق وعدم الاستقرار في الكثير من دول العالم، عقدت وأرضنا العربية تعيش الألم من الصراعات والخلافات التي تتربع على خاصرة أمتنا العربية، فهل ستكون النتائج جريئة ومثمرة؟ فما يتطلبه الأمر ليس انعقاد القمة في أوقاتها، بل الأمر يتطلب قرارات فاعلة لمواجهة التحديات العديدة التي تعاني منها أمتنا العربية.

كانت بالأمس لدينا قضية عربية واحدة وهي فلسطين والصراع العربي الصهيوني، أما الآن فلدينا ملف شائك من القضايا في الكثير من الأقطار العربية وتزيد مع مرور الزمن، قضايا سياسية وأمنية، عدوانية واستيطانية، اقتصادية وديمقراطية، اجتماعية وثقافية، مهنية وحقوقية، وغير ذلك، وتزداد آلام العرب وأوجاع أمتهم بزيادتها كمًا وزمنًا، في الخليج العربي والشام وصولا إلى المنطقة الأفريقية العربية، وأضاف نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بسيادة الصهاينة على هضبة الجولان جرحا آخر في جسد أمتنا العربية، وهذا الفعل يُمثل امتدادًا لوعد بلفور المشؤوم.

إن القمة العربية ليست بما يخرج منها من قرارات، بل بما تضع من حلول لما تُعانيه الأمة من بلاء سياسي وعدواني واستيطاني، قرارات لمواجهة قرارات غُربان الغرب والدول الإقليمية، قرارات لصد الإرهاب واجتثاث الطائفية، قرارات تجمع على وحدة الأراضي العربية ورفض إعادة تجزئتها، قرارات تحقق أماني الشعب العربي في الحرية والديمقراطية والعيش المُشترك وتوفير سُبل الحياة الكريمة.

لقد أحدثت التدخلات والإملاءات الخارجية شرخًا عميقًا أدى إلى خلخلة العلاقة البينية بين الأقطار، وهذا منزلق انتقص كثيرًا من جوهر أمتنا وأفقدها بعضًا من تميزها وخصوصيتها، فعلى القمة العربية أن تنظر إلى حقيقة حال أمتنا العربية وواقعها القومي الذي يجب أن يُعطى حقه الطبيعي بمواكبة تامة بين أهداف القمة وهذا الواقع حتى لا تفقد أمتنا ما تبقى من مكوناتها الأساسية، مع وضع تصور شامل لمستقبل كل أقطارنا وتخليصها من ما تعيشه من أزمات بحلول موضوعية وتوافق موحد على إنهاء ما تعانيه الحكومات العربية من خلافات وصراعات، والوقوف صفًا واحدًا لتحقيق أهداف أمتنا العربية وتعميق دورها الحضاري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية