+A
A-

ماذا تخبرنا السندات الأميركية عن توقعات تباطؤ النمو؟

أوضح تحليل حديث لكابيتال إيكونمكس كيف يمكن أن يؤثر تراجع العائد على السندات الأميركية على أداء الاقتصاد الحقيقي.

وأشار التحليل الذي أعده المحلل المالي الأول لدى الشركة، نيل شيرنج، إلى أنه عندما يتراجع العائد على السندات الأميركية طويلة الأجل إلى ما دون العائد على السندات قصيرة الأجل، يتكون ما يسمى "منحنى العائد المقلوب".

ويشير منحنى العائد المقلوب إلى توقعات المستثمرين بتراجع أسعار الفائدة في المستقبل، خاصة في ظل الطلب المتزايد على السندات طويلة الأجل وهو ما يدفع العائد عليها إلى التراجع.

وسبق أن تغير منحنى عائد السندات إلى المنحنى المقلوب خلال فترات تسبق الركود في الولايات المتحدة، ونتيجة لهذا الارتباط، غالبا ما ينظر إلى منحنى العائد على أنها توقعات دقيقة لنقاط التحول في الدورة الاقتصادية. ومن الأمثلة الحديثة على هذا الأمر، ظهور منحنى العائد المقلوب على عائد سندات الخزانة الأميركية في عام 2000 قبل انهيار أسواق الأسهم الأميركية مباشرة.

وأشار التقرير إلى أن تراجع العائد طويل الأجل دون العائد قصير الأجل يعود إلى أن الأسواق تتوقع أن البنوك المركزية ستكون بحاجة إلى تخفيف سياستها النقدية في المستقبل لدعم التراجع الاقتصادي المتوقع.

وأكد التقرير أن انقلاب عائد السندات الأميركية كان دائما يسبق كل ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمسين الماضية باستثناء عام 1998، ولذلك فإنه يعتبر مؤشرا جيدا على الركود الاقتصادي.

وذكر أن هناك تطورات كثيرة حدثت خلال الأسبوع الماضي، تتمثل في أن العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات تراجع دون عائد أذون الخزانة الأميركية لأجل 3 أشهر.

وعلى الرغم من المبررات التي يحتويها التقرير والتي تثبت فاعلية تنبؤ منحنى عائد السندات بالتباطؤ أو الركود الاقتصادي، إلا أنه أشار إلى أن هناك عوامل أخرى شهدها العالم مؤخرا، تساهم في رسم منحنى عائد الأسهم، مثل التغيرات الهيكلية التي أثرت على سوق السندات في السنوات الأخيرة.

وعلى سبيل المثال، فإن التغيرات التشريعية شجعت البنوك خلال السنوات الأخيرة على الاحتفاظ بالسندات الحكومية طويلة الأجل، وهو الأمر الذي ساهم في تراجع العائد على السندات طويلة الأجل وجعل العائد على السندات أكثر عرضة لأن يكون على شكل منحنى العائد المقلوب.

ولكن كل هذه المخاطر تفتقد إلى الصورة الكلية، يقول التقرير: "بالرغم من أن منحنى العائد على السندات بآجال عامين إلى 10 أعوام لم تنقلب بعد، إلا أنها أميل إلى تكوين منحنى عائد مقلوب مقارنة بالفترات السابقة. ولكن التخوف بشأن ما إذا كان منحنى عائد السندات لأجل عامين وعشرة أعوام سيتحول إلى منحنى مقلوب يفتقد إلى نقاط رئيسية أساسية، وهي أن المنحنى بأكمله أصبح مسطحا أو مستويا، وهذا يعد مؤشرا يمكن الوثوق به على أن الاقتصاد سيتباطأ إن لم يدخل في حالة ركود".