+A
A-

صديقي الذكي

عبارة العالم بين يديك أو في جيبك لا تتحقق الا بوجود هذا الجهاز الذي أستولى على كافة حواسنا و اصبحنا تابعين له،حيث اصبح الانسان اسير هاتفه،و قد يغنيك عن الصديق وقت الضيق.

في الوقت الحالي لم يعد الانسان بحاجه الى صديق أو جليس فهذا الجهاز الصغير أصبح بمثابة الصديق حيث انه يقرب البعيد و يصغر لنا العالم و ايضا اصبحت صلة الرحم و القرابه اغلبها من خلاله و قد وفر على الانسان الوقت و الجهد اذ انك تستطيع و أنت جالس في منزلك القيام بأهم أمور الحياة و اهمها مسألة الوقف و مراجعة الدوائر الحكومية و ابراز بطاقة الهوية و الاجراءات المعطلة  التي تستطيع ان تختصرها في دقائق و انت تحتسي قهوتك في المنزل ،لم يعد الهاتف مثل السابق لتضيع الوقت فقط ،بل هناك امور كثيره تستطيع فعلها مثل التسوق و حجز تذاكر الطيران و تستطيع ان تؤمن سيارتك عن السرقات و محاولة الخدش بمفاتيح من حاسدين لا يعرفونك و لكن تغيظهم سيارتك من خلال هذا الجهاز الجاهز و بالمرصاد بالصوت و الصوره. على الرغم بأنه جهاز صغير بحجم كف اليد لكنه سلاح حقيقي في اليد يستطيع ان يحميك اذا تعرضت لاعتداء بمجرد ماتصور و تتواصل مع الطوارئ. و لكن بطبيعة الحال لكل شي جوانب ايجابية و سلبية حيث بدأ الانشغال بالهواتف الذكية يأخذ منحى خطير في تأثيره على افراد المجتمع حيث أن قد أجريت دراسة حديثة ثبت فيها ان الهواتف الذكية تفسد الحياة الأسرية ل44% من المواطنين البحرينين , حيث أصبحت هذه الاجهزة مدعاة للهروب من التعامل المباشر و اقامة العلاقات الاجتماعية .

خلاصة القول هنا هو أن الحد بين ايجابيات و سلبيات أستخدام الهواتف هو طريقة تعاطينا معها بالرغم انه اصبح جزء مهم لا يتجزأ في حياتنا اليومية , و لكن نحن من نبني تلك العزلة في وسط أقرب الناس الينا و نخلق اعذار لو تأملنا فيها لأدركنا أنها ليست سوى تبريرات لأرضاء أنفسنا .

كتبت : خلود خالد فلامرزي

طالبة أعلام بجامعة البحرين